داما بوست- رصد:
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير ممنهج للمباني في قطاع غزة في مسعى لجعله مكاناً غير صالحاً للعيش ولإقامة ما يسميه كيان الاحتلال منطقة عازلة داخل القطاع الفلسطيني المدمر.
وعليه أعلنت الأمم المتحدة أن الحرب دمرت قرابة نصف المباني في قطاع غزة وحوّلته إلى مكان “غير صالح للعيش” ويحتاج إلى عشرات مليارات الدولارات لإعادة إعماره.
وحذرت المنظمة الأممية من أن وقف تمويل الأونروا سيكون له “عواقب كارثية” على سكان القطاع الذين “يموتون من الجوع” حسب قول مدير عمليات الطوارئ في الصحة العالمية.
ودمّرت الحرب الإسرائيلية على القطاع قرابة نصف المباني وحوّلت الجيب الفلسطيني إلى مكان “غير صالح للعيش”، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأفاد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير بأن “مستوى الدمار الناجم عن آخر عملية عسكرية إسرائيلية جعل قطاع غزة غير صالح للعيش.
وقدّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أنه بحلول نهاية تشرين الثاني، دُمّر أو تضرّر 37379 مبنى أي ما يعادل 18% من إجمالي المباني في قطاع غزة، ومذاك، تُظهر صور الأقمار الصناعية حجم الدمار المتزايد بحسب خبراء في الأمم المتحدة.
مخاوف بشأن المنطقة العازلة والتهجير القسري
في سياق متصل قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين إن الولايات المتحدة أثارت مع “إسرائيل” مسألة إنشاء منطقة عازلة في غزة، مضيفا أن واشنطن تعارض أي تقليص لمساحة أراضي غزة.
وعند سؤاله عن المداهمة على مستشفى في جنين وتدمير جامعة في غزة، ذكر ميلر أنه ليست لديه تحديثات حول تقييم المداهمة، لكن الولايات المتحدة أثارت مسألة هدم مواقع وردت “إسرائيل” متذرعة بأن عمليات الهدم نُفذت ذلك فقط في مواقع تستخدمها المقاومة الفلسطينية.
ويبدو أن الخطة لإنشاء منطقة عازلة، التي لم تؤكدها “إسرائيل” علنا، تقضي بالاستيلاء على جزء كبير من الأراضي في قطاع غزة الصغير بالفعل، وهو أمر حذر منه الخبراء وحتى حلفاء كيان “إسرائيل” يزعمون أنهم يحذرون من هذه الخطوة كحال الولايات المتحدة، وربما كان في الخفاء غير تلك المواقف المحذرة.
ويؤكد خبراء أن تهجير الاحتلال القسري لسكان غزة من المنطقة الحدودية إلى جانب أجزاء أخرى من القطاع، ينتهك قوانين الحرب، وقال خبير في حقوق اللاجئين في منظمة هيومن رايتس ووتش “نرى أدلة متزايدة على أن إسرائيل يبدو أنها تجعل أجزاء كبيرة من غزة غير صالحة للعيش”، مؤكدين “أحد الأمثلة الواضحة على ذلك قد تكون المنطقة العازلة، وهذا قد يرقى إلى جريمة حرب”.
ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب العديد من وسائل الإعلام التعليق على إقامة منطقة عازلة.
وحذرت سيسيلي هيلستفيت من الأكاديمية النروجية للقانون الدولي من “احتمال التطهير العرقي أو الترحيل أو عدم إعادة الإعمار حتى يضطر الفلسطينيون في نهاية المطاف إلى الخروج من المنطقة بالكامل”.
ومن المرجح زيادة التدقيق في كل ما تقوم به “إسرائيل” بسبب قرار محكمة العدل الدولية الشهر الماضي الذي دعا الكيان إلى منع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى “إبادة جماعيّة” في قطاع غزّة.
والشهر الماضي أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن معارضة الولايات المتحدة أي تغيير لمساحة قطاع غزة، وجاء موقف بلينكن في معرض تعليقه، خلال زيارة لنيجيريا، على معلومات بشأن سعي “إسرائيل” لإقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة.
ويرى خبراء حقوقيون أن بإمكان “إسرائيل” استخدام أجزاء من أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، وكتب كين روث الخبير في حقوق الإنسان والأستاذ في جامعة برينستون على وسائل التواصل الاجتماعي “إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد منطقة عازلة، فليس لها الحق في الاستيلاء على الأراضي في غزة”.