مدارس الكنائس في الجزيرة والفرات تعتمد مناهج وزارة التربية السورية بعد اتفاق مع الإدارة الذاتية

أعلن مجلس الكنائس في الجزيرة والفرات عن توصله إلى اتفاق مع هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرق سوريا يسمح بتدريس مناهج وزارة التربية السورية هذا العام في مدارس الكنائس، مع بدء دوام المدارس اعتباراً من يوم الاثنين 3 تشرين الثاني.

وجاء في بيان المجلس شكره لقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي والجهود المبذولة لتفهم حساسية وضع الكنائس ومؤسساتها التربوية والاجتماعية، مؤكداً تطلعه لإنجاز اتفاق 10 آذار بين الدولة السورية والإدارة الذاتية لضمان الأمن والسلام في كامل الأراضي السورية.

خلفية القرار: توحيد المناهج في مناطق الإدارة الذاتية:

وكانت الإدارة الذاتية قد قررت في أيلول الماضي توحيد المناهج في مدارس مناطق سيطرتها وفرض مناهجها الرسمية، ما أدى إلى اعتراض بعض المدارس التابعة للكنائس، وعلى رأسها كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية-أبرشية الجزيرة، التي وصفت القرار بأنه قد ينعكس سلباً على مستقبل عشرات آلاف الطلاب.

وأكدت الكنيسة أن منهاج الدولة السورية معتمد عالمياً وليس تابعاً لأي نظام سياسي، وأنها ستدعم أي قرار للإدارة الذاتية حين يتم الاعتراف رسمياً بمنهاجها.

مدارس الكنائس: واقع التعليم والتحديات:

وأشار الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية، عدنان بري، إلى أن بعض مدارس الكنائس تدرس مناهج وزارة التربية السورية وتفرض رسوماً مالية، ما يخالف مبدأ مجانية التعليم المنصوص عليه في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية.

وتعد مدارس الكنائس في الحسكة والقامشلي والمالكية (11 مدرسة) خاصة لكنها تحمل أسماء الطوائف المسيحية، وتستقبل طلاباً من مختلف المكونات (كرد وعرب ومسيحيين)، مما يعكس تعدد التركيبة الطلابية فيها.

التعليم في الجزيرة والفرات بين السياسة والمصلحة الطلابية:

يستمر ملف التعليم في مناطق الجزيرة السورية في أن يكون جزءاً من الاستثمارات السياسية والصراعات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، فيما يخشى الأهالي من فرض مناهج غير معترف بها رسمياً على أبنائهم، ما يهدد مسارهم التعليمي ويجبرهم أحياناً على السفر للمدن الأخرى لإجراء الامتحانات الرسمية.

حتى الآن، لم تصدر وزارة التربية السورية أي توضيحات حول قرار فرض مناهج الإدارة الذاتية أو مراحل التفاوض لتحقيق مصلحة الطلاب وضمان حصولهم على شهادات تعليمية معترف بها رسمياً دون عوائق.

إقرأ أيضاً: إغلاق المدارس المسيحية وصراع المناهج يفاقم أزمة التعليم شرق سوريا

إقرأ أيضاً: التعليم في سوريا: 40% من المدارس مدمرة و3 ملايين طفل محرومون من الدراسة