“مسد” يستعد لعقد ملتقى الرقة لمناقشة المبادئ الدستورية بعد تأجيله لثلاثة أشهر
يستعد مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) لعقد الملتقى التشاوري للمبادئ الدستورية في مدينة الرقة، بعد تأجيله منذ شهر آب/أغسطس الماضي، في خطوة تهدف إلى طرح رؤية سياسية جديدة حول مستقبل الدستور السوري وبناء دولة ديمقراطية لا مركزية.
وقال مصدر في “مسد” إن التحضيرات استؤنفت لعقد الملتقى خلال الأسابيع المقبلة، موضحاً أن اللقاء سيبحث صياغة ورقة دستورية جديدة تتضمن بنوداً إضافية غير مدرجة في الإعلان الدستوري الحالي للحكومة الانتقالية، بهدف “ترسيخ مبادئ جامعة تسهم في الحل السياسي الشامل وبناء سوريا تعددية وديمقراطية ولا مركزية”، وفقاً لما نقله موقع “تلفزيون سوريا”.
وأضاف المصدر أن المجلس أجرى اتصالات مع مختلف المكونات السورية لضمان مشاركة واسعة من القوى السياسية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني، مؤكداً أن موعد الملتقى سيُعلن رسمياً بعد استكمال التحضيرات.
ويُعد مجلس سوريا الديمقراطية الجناح السياسي لـ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويضم أحزاباً وتيارات من المكونات العربية والكردية والسريانية والآشورية، إلى جانب شخصيات سياسية مستقلة.
خطوة تصعيدية ضد الحكومة السورية؟
في المقابل، وصف مسؤول في “قسد” التحضيرات لعقد الملتقى بأنها “خطوة تصعيدية” تجاه الحكومة السورية الانتقالية، في ظل استمرار الجمود السياسي والتوتر بين الطرفين. وأوضح أن “قسد” تعتبر أن الحكومة المؤقتة تقف وراء الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للإدارة الذاتية، مشيراً إلى أن الأخيرة “تعمل على مواجهة كافة الخيارات المطروحة لحماية استقرار المنطقة”.
وأضاف المصدر أن الجهود الأميركية والغربية مستمرة للضغط على جميع الأطراف السورية، بهدف دفع العملية السياسية قدماً وتفادي أي تصعيد جديد في شمال وشرق سوريا.
خلفية التأجيل:
وكان “مسد” قد أعلن في آب/أغسطس الماضي تأجيل الملتقى الدستوري الذي كان مقرراً عقده في الرقة، مبرراً ذلك بـ “الحاجة إلى تهيئة بيئة أكثر ملاءمة للحوار الوطني”، مشيراً إلى أن القرار جاء “حرصاً على إنجاح الملتقى كونه محطة وطنية هامة ضمن مسار الحل السياسي في سوريا”.
وشهدت مدن سورية عدة مؤخراً وقفات احتجاجية ضد “قسد” والإدارة الذاتية، رفعت خلالها شعارات تطالب بوحدة الأراضي السورية ورفض الانفصال، في وقت اعتبر مراقبون أن هذه التحركات “تمت بضوء أخضر رسمي من الحكومة السورية”.
ويُتوقع أن يشهد ملتقى الرقة مشاركة واسعة من أحزاب سياسية ووجهاء عشائر وممثلين عن الطوائف الدرزية والعلوية، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، في محاولة جديدة من “مسد” لتعزيز الانفتاح السياسي والحوار الوطني بين مختلف القوى السورية.
إقرأ أيضاً: قسد تنفي اتهامات دمشق لها باستهداف نقطة عسكرية بحلب
إقرأ أيضاً: قوات سوريا الديمقراطية: دمج قسد في الجيش السوري رهن بشروط واضحة