السيد الأمين باقٍ فينا
المسيرة التي واكبها سماحته وأشرف على قيادتها مستمرة بأهدافه وميدان جهاده بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمها
داما بوست- خاص| مضى صوت الحق وصاحب الوعد الصادق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله شهيداً على طريق القدس لتمتزج دماؤه بدماء شهداء المقاومة في فلسطين وفي كل جبهات القتال والإسناد بمواجهة العدو الصهيوني، شهيداً كما تمنى وانتظر، حاملاً راية المقاومة مدافعاً عن الأمة وفي قلبها فلسطين.
سيد المقاومة الرجل الاستثنائي رسّخ لدى الأجيال إرادة المقاومة والثقة بالنصر على العدو، والذي أذاقه مرارات الهزائم الواحدة تلو الأخرى ودحره عن أرض لبنان، مثبتاً أن الكيان الإرهابي العنصري مغتصب الأرض أوهن من بيت العنكبوت أمام قوة الحق وإرادة المدافعين عنه، وجاءت الشهادة خير ختام لرحلة نضاله الطويل ضد العدو، ليبقى دمه نبراساً للأجيال الحالية والقادمة للمضي على طريقه حتى تحرير القدس والصلاة في الأقصى.
الراية التي حملها القائد البطل وتحمل أعباءها لأكثر من 30 عاماً ستبقى شامخة ولن تسقط أبداً، والمسيرة التي واكبها سماحته وأشرف على قيادتها مستمرة بأهدافه وميدان جهاده بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمها، رغم المصاب الجلل بفقدانه، فنهجه المقاوم الذي أثمر آلاف المقاومين الذين يسيرون على درب الشهادة لن يزول، وستبقى دماؤه الطاهرة ناراً تحرق الصهاينة، وصوته المزلزل في وجههم، صادحاً دوماً في وجدان الأجيال، كما أفعاله التي تنير لهم طريق النصر والتحرير.
تقف الكلمات عاجزة عن إيفاء الشجاع الحكيم المستبصر المؤمن حقه، حيث انبرى منذ بداية حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى إسناده في معركة طوفان الأقصى والدفاع عنه، مشتتاً قدرات العدو الصهيوني على جبهتي غزة والجنوب اللبناني، مدخلاً الرعب في قلب جنوده وضباطه، ومجبراً عشرات الآلاف من مستوطنيه في شمال فلسطين المحتلة على الهرب إلى عمق الكيان الغاصب، في الوقت الذي تخلى فيه مدعو الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان عن الشعب الفلسطيني وتركوه وحيداً ينزف دماً، ويهيم في أرض غزة أكبر مقبرة جماعية مفتوحة في العالم.
السيد الأمين المؤتمن انتقل إلى جوار ربه شهيداً عظيماً مثلما أراد، وأصبح رمزاً خالداً للمقاومة والصمود والنور الذي يلهم الشعوب المستضعفة الباحثة عن الحرية، ويغرس فيها الأمل مهما بلغت التحديات واشتدت الظلمات، وستظل ذكراه حية في قلب كل إنسان حر وعقله، ومصدر إلهام لكل من سار على درب المقاومة، ذكراه محفورة في كل حبة تراب ناضل من أجلها، وعنوان للثأر المقدس لكل الدماء النازفة.