تصعيد وتنسيق بين الأكراد والدروز في سوريا: دعوات الانفصال تثير التساؤلات
أثار إعلان القيادي البارز في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، صالح مسلم، عن إمكانية انفصال الأكراد عن سوريا في حال رفض الحكومة السورية الانتقالية تطبيق نظام اللامركزية، تساؤلات حول توقيت التصريحات، خاصة مع تجديد شيخ عقل الدروز في السويداء، حكمت الهجري، دعوته إلى انفصال محافظة السويداء عن سوريا. هذه التصريحات المتزامنة أثارت تكهنات حول وجود تنسيق بين الجانبين.
دعوات الانفصال: تزامن مُلفت:
بعد ساعات من تجديد الهجري دعوته لإنشاء دولة درزية جنوب سوريا، أضاف مسلم أن الأكراد لن يقبلوا بالعودة إلى نظام مركزي في سوريا، مُحذرًا بأنهم قد يطالبون بالاستقلال إذا استمرت الحكومة السورية في رفض اللامركزية. هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كردي عن الانفصال منذ بداية الإدارة الكردية لمناطق شمال شرق سوريا، حيث كانت كل التصريحات السابقة ترفض الاتهامات بالتوجه نحو الانفصال.
التنسيق بين الأكراد والدروز:
التزامن الواضح بين تصريحات الهجري ومسلم يشير إلى تنسيق متزايد بين المكونات السورية، رغم غياب أي إشارات دولية لدعم تقسيم سوريا. الباحث وائل علوان من مركز “جسور للدراسات” يرى أن التنسيق بين “قسد” والشيخ الهجري أصبح أكثر وضوحًا، خاصة بعد مشاركة الأخير في مؤتمر “وحدة موقف المكونات” الذي نظمته “قسد” في الحسكة الشهر الماضي. هذا التنسيق، بحسب علوان، يساهم في تأجيل تطبيق التفاهمات بين “قسد” ودمشق، مما يفتح المجال لمزيد من التنسيق بين الأقليات.
التصعيد والتأجيل الانتخابي:
التوترات بين الحكومة السورية و”قسد” تصاعدت في الأيام الأخيرة، لا سيما في ما يتعلق بتأجيل الانتخابات البرلمانية في مناطق الحسكة والرقة والسويداء. تصريحات الانفصال تأتي في وقت حساس، حيث يبدو أن “قسد” اختارت التصعيد ضد دمشق بسبب الإصرار على إجراء الانتخابات قبل التوصل إلى تسوية. رغم ذلك، تبقى “قسد” حذرة من طرح خيار الانفصال بسبب غياب الدعم الأمريكي لهذا التوجه، وذلك بحسب مصادر من الحسكة تحدثت لموقع “المدن”.
ابتزاز سياسي لدمشق؟
في هذا السياق، يرى المحامي رديف مصطفى، عضو الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، أن تصريحات صالح مسلم تُعتبر بمثابة ابتزاز سياسي لدمشق. ووفقًا لمصطفى، فإن “قسد” تسعى إلى الضغط على الحكومة السورية من خلال تعزيز التنسيق مع الدروز، بهدف فرض اللامركزية وضمان مكاسبها العسكرية والسياسية. مصطفى يؤكد أن “قسد” هي من تقود مسار الأقليات السورية، وهو ما يراه تلاعبًا بالقرار السوري المحلي بتوجيهات خارجية، غالبًا ما تكون إسرائيلية.
الحاجة لتسوية سياسية شاملة:
الأحداث الأخيرة تشير إلى أن سوريا بحاجة إلى ضغط دولي أكبر لتحقيق تسوية سياسية شاملة بين جميع الأطراف. تصعيد التوترات بين “قسد” ودمشق يعكس الواقع الصعب في سوريا، حيث تزداد الدعوات للانفصال في ظل غياب توافقات واضحة حول شكل الحكم المستقبلي للبلاد.
إقرأ أيضاً: مفاوضات دمشق والإدارة الذاتية: بين شراكة سياسية حقيقية أم تمثيل رمزي؟
إقرأ أيضاً: أنقرة تلوّح بالخيار العسكري: هل تلتزم قسد باتفاق 10 آذار