الضائقة الاقتصادية تدفع الأطفال للعمل في شوارع حلب

شهدت مدينة حلب في الفترة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الأطفال العاملين، في ظل الضائقة الاقتصادية التي تضيق الخناق على الأسر ذات الدخل المحدود. وتواجه هذه الأسر صعوبة كبيرة في تلبية احتياجاتها الأساسية، ما يدفعها إلى توظيف أطفالها للمساعدة في تحسين الدخل اليومي.

وقال أبو محمد عنداني، الموظف في السجل العقاري، إن عجز دخله عن تغطية مصاريف الأسرة دفعه لتوظيف اثنين من أبنائه الصغار في أعمال مختلفة، أحدهما في ورشة أحذية والآخر في محل لبيع الأغذية بحي صلاح الدين. وأوضح أن ارتفاع الإيجارات والمصاريف اليومية أجبره على هذا القرار، مشيرًا إلى أن فتح المدارس قريبًا سيزيد من الضغوط المالية على الأسرة.

من جهته، ذكر حسين قنواتي، العامل في المدينة الصناعية بالشيخ نجار، أنه اضطر لتوظيف ابنه أحمد البالغ من العمر تسع سنوات في محل لبيع البوظة، فيما يعمل أخوه عبد الله في مستودع لفرز النفايات، بعد أن واجه صعوبة في متابعة الدراسة. وأشار قنواتي إلى أن هذا الحل مؤقت لتحسين دخل الأسرة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور.

ويلاحظ في شوارع حلب انتشار الأطفال الذين يعملون في بيع المحارم والورود والوجبات الخفيفة، خصوصًا في الأحياء الغربية والراقية من المدينة، عند إشارات المرور وتقاطع الطرق. ويضطر بعض الأطفال للنوم في مداخل الأبنية أو أمام المحال التجارية قبل فتحها، استعدادًا للعمل منذ ساعات الصباح الأولى.

وتعتبر هذه الظاهرة انعكاسًا مباشرًا لتفاقم الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي يجعل الأطفال عرضة للحرمان من التعليم وللمخاطر الاجتماعية والصحية، في ظل غياب حلول عاجلة ومستدامة لمعالجة الفقر ودعم الأسر الأكثر ضعفًا.

اقرأ أيضاً:معلمو شمالي حلب.. بين الوعود المؤجلة والتهميش

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.