إضراب أبو شعيب المصري في سجون تحرير الشام بإدلب لليوم الـ74 وحالته الصحية تتدهور
كشفت مصادر مطلعة لموقع “المدن” أن طلحة محمد المسير، المعروف بلقب “أبو شعيب المصري”، لا يزال مضرباً عن الطعام منذ أكثر من 74 يوماً في أحد سجون هيئة تحرير الشام بمدينة إدلب، وسط تدهور ملحوظ في حالته الصحية ومطالبات متزايدة بإطلاق سراحه.
وبحسب المصادر، فإن عائلة أبو شعيب وعدداً من المشايخ والوجهاء يواصلون جهود الوساطة للإفراج عنه، بالإضافة إلى مطالبات بإطلاق سراح معتقلين إسلاميين آخرين، من بينهم: أبو أنس المصري، الزبير الغزي، أبو يحيى الجزائري ومعتقلون من حزب التحرير.
خلفية اعتقال أبو شعيب المصري:
يُعد أبو شعيب من أوائل المقاتلين العرب الأجانب الذين دخلوا سوريا في أواخر 2012. انضم إلى حركة أحرار الشام، حيث عمل في مكتبها الشرعي بحلب، قبل أن يلتحق بهيئة تحرير الشام عقب سقوط الأحياء الشرقية لمدينة حلب أواخر 2016.
شارك أبو شعيب في عدد من معارك الهيئة، لا سيما معارك شرق السكة (2017-2018). إلا أنه في عام 2019 بدأ بانتقاد سياسات الهيئة علناً، ما أدى إلى عزله وإحالته للقضاء، ليضطر لاحقاً للفرار إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني السوري.
وفي عام 2023، تمكنت قوة أمنية تابعة للهيئة من اعتقاله في أعزاز ونقله إلى إدلب. وبعد وساطات قادها عدد من المشايخ، أُفرج عنه في يونيو/حزيران 2024، شريطة التزامه بعدم مهاجمة الهيئة إعلامياً. لكنه خالف التعهد، متحدثاً في قناته على “تلغرام” عن وجود نساء وأطفال معتقلين داخل السجون، ما أدى إلى إعادة اعتقاله بعد أسبوعين فقط من الإفراج عنه.
مطالبات واسعة بالإفراج عنه:
تتصاعد الدعوات من شخصيات دينية وشرعية معروفة، من أجل الإفراج عن أبو شعيب والمعتقلين الإسلاميين الآخرين.
الشيخ أبو سليمان المصري عرض نفسه كضامن لالتزام أبو شعيب بالتعهدات السابقة، فيما طالب الشيخ عبد الرزاق المهدي، رئيس الحكومة السورية الانتقالية أحمد الشرع، بإطلاق سراحهم، بل وتعهد بالانضمام إلى الهيئة والحكومة في حال تلبية هذه المطالب.
محللون: تخوف الهيئة من الأصوات الإسلامية المعارضة:
يؤكد الباحث في الجماعات الإسلامية، أبو يحيى الشامي، أن قيادة هيئة تحرير الشام تخشى من تنامي الأصوات المعارضة، خصوصاً من الشرعيين والمقاتلين السابقين الذين يحملون خلفية فكرية وتنظيمية قوية. ويرى الشامي أن استمرار اعتقال أبو شعيب يعكس خشية الهيئة من الانتقادات الداخلية التي قد تهز صورتها.
وأضاف: “لو كان هناك مبررات قانونية حقيقية، لتمت محاكمته علناً وتحديد مدة سجنه. لكن استمرار اعتقاله بشكل تعسفي يثير الشكوك حول دوافع الهيئة الحقيقية”.
دعوات لتبييض السجون في إدلب:
مع تصاعد التحركات الحقوقية والشرعية، يتوقع أن تتزايد الضغوط على هيئة تحرير الشام خلال الفترة المقبلة، لإطلاق سراح معتقلي الرأي الإسلاميين، خصوصاً مع وجود أنباء عن استعداد بعضهم لإجراء تسويات مقابل الإفراج عنهم.
إقرأ أيضاً: أكثر من 8000 معتقل في سجون الحكومة السورية منذ 8 أشهر دون محاكمة
إقرأ أيضاً: اقتحام حفلات زفاف في القريتين وأريحا يثير الجدل ويزيد التضييق على الحريات