تشهد سورية أزمة في التغذية الكهربائية وتتفاقم منذ سنوات عديدة، ورغم وجود “بدائل” لتوليد الكهرباء كالأمبيرات والبطاريات والطاقات شمسية، إلا أنها بقيت حكراً على فئة معينة تمتلك القدرة على تركيب منظومات بديلة، عكس فئة المواطنين ذوي الدخل المحدود أو الشحيح الذين يشكل انقطاع الكهرباء بالنسبة لهم أمراً معطلاً لحياتهم.
كالمزارعين مثلاً، الذين تضررت محاصيلهم نتيجة قلة المياه الناتجة عن عدم التغذية الكهربائية للخزانات الأساسية، بالمقابل اضطرت العديد من الأسر على رمي “مونتها” نتيجة تعرّضها للحرارة وبالتالي فسدت وهذه الحالة تكررت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، ناهيك عن عدم قدرة كثيرين على شراء المياه من الصهاريج لارتفاع تكلفتها، ووصولها إلى مئة ألف ليرة في بعض المناطق، على اعتبار أن رفع المياه إلى خزانات المنازل في الأبنية الطابقية يحتاج إلى تشغيل “ميتورات” الكهرباء، وغالباً ما يكون توقيت التقنين متزامناً مع توقيت وصول المياه.
شكاوى بلا مجيب!
تؤكد “ضحى .س” من مشقيتا في اللاذقية لـ “داما بوست” أن والدتها تقوم بتجهيز “مونتها على قدها” حتى لاتصل لمرحلة رميها في النفايات كباقي العوائل. وتقول “رهف.إ” وهي معلمة في روضة خاصة في بانياس.. “اشتهينا نحس بقيمة البراد، صرنا نعبي القنينة مي ونلفها بكيس خيش”.
وبدوره “محمود.ع” وهو جريح حرب يعمل بائعاً في الدكان الذي يملكه بريف بانياس يؤكد لـ “داما بوست”.. “أغلب الأصناف من الألبان والأجبان لم أشتريها للمحل طول فترة الصيف، وحتى أغلب أنواع البسكويت واقتصرت المواد فقط على التي لا تتأثر بانقطاع الكهرباء”.
الوزارة تبرر ضعف التغذية
في الجهة المقابلة من تفاقم الوضع الكهربائي سوءاً، صرح وزير الكهرباء غسان الزامل لصحيفة “الوطن” مؤكداً أنه نظراً لمحدودية حوامل الطاقة وخاصة الغاز التي تراجعت معدلات توريدها خلال المرحلة الأخيرة سيتم التوسع وإدخال ثلاث مجموعات أهمها في حلب وبانياس والتي تعمل على الفيول بدلاً من الغاز، قائلاً إن هذه المجموعات ستدخل أكثر من 400 ميغا واط للشبكة بعد إدخالها في الخدمة، وعلى التوازي مع إدخال عدة مشاريع للطاقة البديلة قبل نهاية العام الحالي، منها 100 ميغاواط عبر الطاقات الريحية ونحو 50 ميغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية.
وأوضح أحد مسؤولي الوزارة في تصريحات أيضاً لـ “الوطن” أنه مع إدخال المجموعات وإنتاج كمية إضافية من الطاقة تزامناً مع اعتدال الطقس مع نهاية فصل الصيف سيتم لحظ تحسن نسبي في واقع الكهرباء.