مركز وصول لحقوق الإنسان: انتهاكات متصاعدة بحق اللاجئين السوريين في لبنان
وثّق مركز وصول لحقوق الإنسان (ACHR) في تقرير تصاعدًا وصفه بـ”الملحوظ” في الانتهاكات التي تطال اللاجئين السوريين في لبنان، وذلك بالتزامن مع انطلاق خطة “العودة الطوعية” التي أطلقتها السلطات اللبنانية مطلع تموز 2025.
وأكد المركز، في بيان أن الإجراءات التعسفية المتبعة من قبل بعض الجهات اللبنانية تخلق بيئة غير آمنة ومفتقدة لمقومات العيش الكريم، مما يجعل العودة “الطوعية” أقرب إلى “العودة القسرية”.
انتهاكات منهجية: ترحيل واعتقال وقمع
وأشار التقرير إلى أن السلطات اللبنانية كثّفت حملات المداهمة والاعتقال منذ بدء تنفيذ خطة “العودة الطوعية”، حيث شملت الانتهاكات:
– الترحيل القسري وغياب الضمانات القانونية
– الاعتقالات الجماعية دون أوامر قضائية
– الإخلاءات القسرية من المخيمات
– تصاعد الخطاب التحريضي ضد اللاجئين السوريين
ووثّق المركز 13 مداهمة أمنية خلال النصف الأول من تموز فقط، أسفرت عن اعتقال أكثر من 666 لاجئًا سوريًا، غالبيتهم بتهم تتعلق بـ”الدخول غير القانوني” أو غياب الوثائق الرسمية.
وفاة لاجئ تحت التعذيب تثير موجة غضب
في حادثة صادمة، توفي اللاجئ السوري سليمان أحمد قرقماس بعد ساعات فقط من اعتقاله على يد عناصر الأمن العام اللبناني، خلال مداهمة منزله في منطقة بئر حسن – بيروت بتاريخ 29 تموز.
ووفقًا لعائلته، أعيد جثمان قرقماس وعليه آثار تعذيب واضحة، ما أثار موجة تنديد من منظمات حقوقية سورية ولبنانية، واعتبرها المركز مثالًا صارخًا على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها اللاجئون.
أوامر إخلاء جماعية تهدد آلاف اللاجئين
في 10 تموز، أصدرت مصلحة نهر الليطاني 34 أمرًا بإخلاء مخيمات لاجئين على ضفاف النهر، مما يُهدد نحو 2500 لاجئ، معظمهم نساء وأطفال، بفقدان المأوى.
ويُشير التقرير إلى أن 7 من كل 8 لاجئين متضررين من الإخلاءات يفتقرون إلى بدائل سكنية.
طائفية وتمييز في التحقيقات والإفراجات
كشف مركز وصول أن التحقيقات مع اللاجئين السوريين تتضمن أسئلة تحمل طابعًا طائفيًا، كما تُتخذ بعض قرارات الإفراج بناءً على الخلفية الطائفية للموقوفين، وهو ما وصفه المركز بـ”التمييز الممنهج” وانتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان.
“العودة الطوعية” في ظل بيئة قسرية
رغم إعلان خطة العودة الطوعية، يرى المركز أن البيئة الحالية لا تضمن الحد الأدنى من الأمان أو الكرامة، حيث يتم دفع اللاجئين إلى المغادرة تحت الضغط والمداهمات وانعدام البدائل السكنية أو المعيشية في سوريا.
ونقل المركز شهادات من لاجئين سوريين حول انتهاكات جسيمة للخصوصية والكرامة، من بينها استخدام القوة الجسدية، واقتياد نساء دون تمكينهن من ارتداء ملابسهن الكاملة أثناء المداهمات.
الوضع الأمني في سوريا لا يشجع على العودة
رغم التغييرات السياسية بعد سقوط النظام السابق في نهاية 2024، لا تزال الظروف الأمنية في سوريا غير مستقرة، بحسب المركز، خاصة بعد تصاعد التوترات في الساحل السوري ومحافظة السويداء.
وتُعاني البلاد من:
استمرار أزمة النزوح الداخلي
دمار واسع في البنية التحتية
انتشار مخلفات الحرب غير المنفجرة، مما يجعل العديد من المناطق غير صالحة للسكن
برنامج العودة الطوعية من الأمم المتحدة
أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 1 تموز 2025 برنامجًا لدعم “العودة الطوعية المنظمة”، يتضمن:
منحة مالية بقيمة 100 دولار لكل فرد
إرشادات لوجستية ووثائق السفر
مساعدة في تنظيم العودة عبر المعابر الرسمية
ورغم الدعم المقدم، يؤكد المركز أن مقومات العودة الآمنة غير متوفرة، وسط تصاعد التهديدات وتدهور المعيشة داخل سوريا.
أرقام هامة:
عدد اللاجئين السوريين في لبنان: أكثر من 1.5 مليون
لاجئون مسجلون لدى الأمم المتحدة: أكثر من 750 ألفًا
نسبة اللاجئين السوريين تحت خط الفقر في لبنان: 90% (وفق تقييم مفوضية اللاجئين 2020)
إقرأ أيضاً: المرحلة الأولى من عودة النازحين السوريين من لبنان تنطلق نحو سوريا
إقرأ أيضاً: الجيش اللبناني يوقف سوريين لعدم حيازة وثائق.. وتزامُن مع خطة لعودة اللاجئين