المرصد السوري: العدالة في سوريا مرهونة بـ”الترند” وسط تغييب القانون وتفاقم الانتهاكات
أدان المرصد السوري لحقوق الإنسان تعامل الحكومة السورية، لاسيما وزارة الداخلية، مع انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن العدالة في البلاد لم تعد تُبنى على أسس قانونية أو مؤسسات قضائية، بل باتت تُحسم وفق حجم التفاعل الشعبي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ورأى المرصد أن هذا التوجّه يعكس أزمة ثقة عميقة بين الدولة والمجتمع، في ظل تحوّل المنصات الرقمية إلى بديل مؤقت عن مؤسسات العدالة الرسمية، التي يفترض بها حماية حقوق المواطنين بمعزل عن الضغوط الإعلامية أو ضجة الرأي العام.
ودعا المرصد المواطنين إلى توثيق الانتهاكات بالصوت والصورة ونشرها على أوسع نطاق، باعتبار أن سياسة السلطات تقوم على “التجاهل حتى الضجة”، ما يجعل من تحويل الانتهاكات إلى “ترند” أحد أكثر الطرق فعالية لفرض تحرك حكومي.
وأشار المرصد إلى أن السلطات السورية لم تتفاعل مع الانتهاكات إلا في الحالات التي حظيت بانتشار واسع أو طالت شخصيات ذات جنسيات أجنبية، حيث صدرت وعود رسمية بمحاسبة المسؤولين.
في المقابل، عمدت الحكومة إلى فبركة روايات مناقضة للواقع في قضايا أخرى، بهدف طمس الحقيقة وحرمان الضحايا من العدالة.
حوادث موثقة بين 24 تموز و3 آب:
رصد المرصد السوري سلسلة من الانتهاكات التي طالت مدنيين ونشطاء وشخصيات اجتماعية ودينية في مناطق متفرقة، ترافقت مع ردود حكومية تراوحت بين الإنكار والصمت، أو إصدار بيانات أثارت مزيداً من الجدل.
في 24 تموز: توفي شاب من قرية كرتو بريف طرطوس تحت التعذيب، عقب اعتقاله مع ثلاثة آخرين من أبناء الطائفة العلوية على حاجز أمني، السلطات حاولت فرض دفنه ليلاً وخارج قريته، ما أثار غضباً شعبياً واسعاً. بينما نفت الجهات الرسمية تعرّضه للتعذيب، وادعت وفاته نتيجة “وعكة صحية مفاجئة” أثناء التحقيق.
في 31 تموز: أثارت وفاة الشاب يوسف لباد داخل المسجد الأموي بدمشق غضباً شعبياً، بعد بيان وزارة الداخلية الذي زعم أن الشاب “أقدم على إيذاء نفسه” خلال تدخل عناصر الحراسة. الرواية الرسمية قوبلت بتشكيك واسع، وسط مطالب بتحقيق شفاف.
في 1 آب: تعرّض مطرب شعبي في مدينة الباب بريف حلب الشمالي لاعتداء عنيف من قبل مجموعة تابعة لـ”الجيش الوطني”، بسبب غنائه سابقاً للجيش السوري. تم ضربه واعتقاله وحلق شعره، في حادثة موثقة بالفيديو أثارت استنكاراً واسعاً. إلا أن الحكومة أنكرت أي علاقة لعناصرها بالواقعة.
وأكد المرصد السوري أن تكرار هذه الحوادث، في ظل غياب المحاسبة أو تقديم تفسيرات رسمية مقنعة، يعكس تدهور حالة حقوق الإنسان في سوريا، ويبرز الحاجة إلى تحقيقات مستقلة وشفافة تعيد بعضاً من الثقة المفقودة في منظومة العدالة الرسمية.
اقرأ أيضاً:أكثر من 8000 معتقل في سجون الحكومة السورية منذ 8 أشهر دون محاكمة
اقرأ أيضاً: تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا خلال 24 ساعة