تستمر ظاهرة انتشار السلاح العشوائي في أيدي العابثين، بالتفاقم يوماً بعد يوم في مدينة حلب وريفها، متسببةً بحالة من الغضب والاستياء العارم بين أوساط الشارع الحلبي، وسط مطالبات حثيثة من الأهالي بوضع حدٍ لتلك الظاهرة بما تشكله من خطرٍ كبيرٍ على أرواحهم وأطفالهم.
الأيام القليلة الماضية، حملت في جعبتها سلسلة من حوادث إشهار السلاح وإطلاق النار العشوائي في عدة مناطق بمدينة حلب وريفها، لأسباب أقل ما توصف به أنها تافهة، فكانت النتيجة حالة من الذعر والفوضى بين صفوف الأهالي القاطنين بالمدينة، واستشهاد شاب بطلق ناري طائش في قرية “جبرين” بريف المحافظة الجنوبي الشرقي.
ملاسنة كلامية حول الوقوف أمام بسطة خضار في حي الأعظمية، خلاف على “تعليم بطيخة حمراء” في حي الإذاعة، وانزعاج من “مدوبلة” سيارة، أسبابٌ أصبحت كافيةً لأن تنتهي بإشهار المسدسات الحربية وإطلاق الرصاص بين المدنيين دون حسيب أو رقيب، عدا عما يرافق إشهار السلاح من السباب والشتائم والكفر والتهديد والوعيد.
وأعرب حلبيون خلال حديثهم لـ “داما بوست” عن غضبهم الشديد من الحال الذي وصلت إليه مدينتهم، مبينين أنهم أصبحوا يتحاشون الدخول في ملاسنة أو مشاحنة ولو بسيطة حتى على حساب حقوقهم في حال الإساءة إليهم، خوفاً من أن تنتهي تلك المشاحنة بفقدانهم لحياتهم على يد عابث يحمل السلاح ويظن أنه فوق القانون.
وطالب الأهالي الجهات المعنية بالتدخل بشكل سريع وحاسم لضبط تلك الحالات الخطيرة والمسيئة للمجتمع الحلبي، وسحب السلاح المستشري بشكل فاضح من يد العابثين في أسرع وقت ممكن، مع الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تهديد حياة الأبرياء، مشددين على أن المكان الطبيعي للسلاح هو على جبهات القتال وليس في الشوارع والأحياء السكنية.
وشهدت مدينة حلب خلال السنوات الماضية، العديد من حالات إطلاق الرصاص العشوائي وإلقاء القنابل، سواء خلال المشاجرات أو حتى في الاحتفالات، الأمر الذي تسبب بحصد أرواح وإصابة العديد من المواطنين، بينما تمكنت الجهات المختصة في حلب من إلقاء القبض على عدد كبير من مرتكبي تلك الجرائم وتقديمهم للعدالة.
المقال السابق
المقال التالي