تشهد هذه الأيام تصعيداً في التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حول الوضع في سورية، حيث تتهم واشنطن موسكو بعرقلة تمديد الآلية الأممية لإدخال المساعدات عبر الحدود إلى المناطق التي تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة، في حين ترفض روسيا اقتراح عقد كثير من الاجتماعات بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي.
وصرّحت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة “ليندا غرينفيلد” في مؤتمرٍ صحفي، بإن أولويات الرئاسة الأمريكية لمجلس الأمن معالجة موضوع المجاعة الناجمة عن الصراع وانعدام الأمن الغذائي، متهمةً روسيا باحتجاز القرارات المتعلقة بتدفق المساعدات الغذائية عبر الحدود إلى سورية.
وذكرت “غرينفيلد” أن بلادها ستركز نشاطاتها خلال شهر آب الجاري على الأوضاع في أوكرانيا والأمن الغذائي وسورية، مضيفةً أن المجلس سيعقد ثلاثة لقاءات حول سورية، أولها في 8 آب حول الأسلحة الكيميائية، والثاني في 23 آب حول الوضع السياسي، والثالث في 29 آب حول الوضع الإنساني.
وأشارت “غرينفيلد” إلى ما وصفته بـ “ضرورة تمديد قرار مجلس الأمن 2533” الذي يسمح بإدخال المساعدات عبر نقطة وحيدة هي معبر “باب الهوى” على الحدود التركية مع إدلب السورية لمدة 12 شهراً، مضيفةً أن روسيا استخدمت حق النقض ضده ولم تؤيد قراراً آخر يشمل ستة أشهر فقط.
ورفعت المندوبة الأمريكية من وتيرة تصريحاتها عبر اتهام روسيا بـ “حجز” هذا القرار و”احتجاز الشعب السوري كرهائن” قائلةً إن “موسكو تعلم أنها ليست من تقدم المساعدة الإنسانية، وأن ما طرحته لم يؤيده السوريون أنفسهم”.
ولفتت “غرينفيلد” إلى أنها تحدثت مع حملة القلم حول سورية، وهما سويسرا والبرازيل، اللذان لم يفقدا الأمل في الحصول على قرار يسمح للطعام بالاستمرار في العبور إلى الحدود عبر باب الهوى، مبينةً أنهما يعملان على ذلك مع الأمم المتحدة بالتفاوض مع الحكومة السورية.
ورأت السفيرة الأمريكية أن روسيا تتحمل المسؤولية عن الوضع على الأرض، لافتةً إلى عدم دخول أي مساعدات عبر “باب الهوى” منذ 10 تموز الماضي، زاعمةً أن المعابر الأخرى التي فتحتها الحكومة السورية في وقت سابق لا ترتقي لمستوى الاحتياجات.
وفي ردها على هذه التصريحات، نقلت وكالة “تاس” الروسية عن نائب ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “ديمتري بوليانسكي” قوله إن بلاده تعارض اقتراح عقد كثير من الاجتماعات بشأن سورية في مجلس الأمن، معتبراً أن “المناقشات الكثيرة ليست ذات معنى”.
وأشار “بوليانسكي” إلى أن روسيا لا تؤيد مناقشة ثلاثة جوانب منفصلة للوضع في سورية كل شهر، وهي القضايا السياسية والإنسانية والأسلحة الكيميائية، معتبراً أنه يمكن الجمع بين القضيتين الأولى والثانية، وإجراء مناقشة بشأن الأخيرة بشكل أقل تكراراً.
وذكّر الدبلوماسي الروسي أن بلاده قدّمت في وقت سابق مشروع قرار لتمديد آلية إدخال المساعدات عبر نقطة واحدة هي “باب الهوى” لستة أشهر فقط، لكنه فشل في نيل التأیید من مجلس الامن.