تحطيم “تمثال الشهداء” في حلب يثير موجة استياء: إهمال فني أم إزالة مقصودة؟
أثار تحطيم “تمثال الشهداء” في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب، خلال محاولة نقله بطريقة وصفت بـ”العشوائية وغير المهنية”، موجة من الغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين السوريين.
وأظهر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع، مساء الأربعاء، لحظة سقوط الجزء العلوي من التمثال بعد محاولة جره بواسطة رافعة تستخدم أسلاكاً معدنية، ما أدى إلى تحطمه على الأرض وسط دهشة المارة.
الواقعة أثارت استياء سكان المدينة، الذين اعتبر كثيرون منهم أن ما جرى يمثل استخفافاً بإرثهم الثقافي، بينما رأى آخرون أن تحطيم التمثال قد يكون متعمداً، على خلاف ما أعلنت عنه مديرية الآثار والمتاحف في حلب، خاصة لجهة غياب أي جهد أو آليات أو كادر مؤهل لنقل مثل هذا العمل الفني الذي يمثل هوية المدينة لأربعة عقود من الزمن.
وفي بيان توضيحي نُشر على صفحات محافظة حلب الرسمية، قالت المديرية إن الهدف من نقل التمثال هو “الحفاظ عليه وعلى قيمته الفنية”، تمهيداً لترميمه من قبل مختصين، ولإتاحة المجال أمام إقامة فعاليات شعبية في الساحة، خاصة بعد أن أصبح التمثال يحجب جزءاً من الرؤية على الشاشة الرئيسية الجديدة التي تم تركيبها مؤخراً.
إلا أن تبريرات المديرية قوبلت بانتقادات واسعة، إذ تساءل كثيرون عن كيفية الحفاظ على قيمة التمثال الفنية عبر تحطيمه بهذه الطريقة، مطالبين بفتح تحقيق شفاف لمحاسبة المتسببين، وإعادة التمثال إلى مكانه بوصفه رمزاً تاريخياً مرتبطاً بذاكرة المدينة.
وكانت الشركة المشرفة على مشروع إعادة تأهيل الساحة قد نشرت تصاميم جديدة لا تتضمن التمثال، ما أثار استياء الأهالي حينها، في حين أصرّ مسؤولون على أن قرار الإزالة لا يزال قيد النقاش.
يُذكر أن “تمثال الشهداء”، الذي نحته الفنان السوري عبد الرحمن مؤقت عام 1985 من حجارة حلب الصفراء، يُعد من المعالم البارزة في المدينة، ويحمل رمزية وطنية وتاريخية عميقة لدى سكانها وزوّارها، حيث يرتبط بذكر جلاء المحتل الفرنسي عن سوريا في العام 1946.
يذكر |أن العديد من التماثيل تعرضت لعمليات تخريب خلال الأشهر الماضي في عدد من المحافظات السورية.
اقرأ أيضاً: تحذير: سوق سوداء مزدهرة للآثار السورية وأجهزة الكشف تباع علناً