كشف الطبيب سومر شلبي اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية لـ”داما بوست”، أن “الجلطة” أو “الاحتشاء” أو “احتشاء العضلة القلبية” هي مترادفات لمرض واحد وهو “نقص التروية القلبية”، الذي يعد السبب الأول للوفاة حول العالم.
وفاة مفاجئة في عمر الشباب
بيّن الطبيب أن نقص التروية القلبية يضم عدة حالات، منها “نقص التروية المزمن”، والذي يراجع فيه المريض الطبيب لأخذ علاجه ثم يعود ليكمل حياته وعمله، ومنها “المتلازمة الإكليلية الحادة” التي تكون الحالة فيها حرجة أكثر، فيضطر المريض لدخول الإسعاف.
وأوضح شلبي أن الجلطة القلبية هي انسداد الشريان المغذي للعضلة القلبية بخثرة، ما يؤدي لانقطاع الجريان الدموي عن جزء من العضلة القلبية، فيتهدد استقرار النظام الكهربائي في القلب، ما قد يعرّض المريض لجلطة قد تسبب الوفاة فوراً.
ولفت الطبيب إلى أن المسنين تكون لديهم انسدادات مترقية مزمنة في الأوعية، فيبدأ تشكل الدوران الاحتياطي لديهم، أما عند الشباب فلا يوجد دوران معاوض أو شرايين احتياطية.
وذكر شلبي أن أمراض الضغط والسكري هي عوامل خطورة للإصابة بالأمراض القلبية، مبيناً أن العوامل الأخرى التي لا تذكر بكثرة عادة هي الظروف الخارجية، كظروف العمل أو التوتر أو السهر أو ظروف الطقس أو الظروف المعيشية أو ظروف التهديد الأمني.
هل للقاح “الكورونا” ذنب بحدوث الجلطات؟
“نسبة 1 بالألف لا يجب أن تكون عائقاً”، هذا ما أكده الطبيب لدى جوابه عن علاقة لقاح الكورونا بحدوث الجلطات، موضحاً أن دراسات اللقاح هي دراسات عالمية يتم إجراؤها على عدد كبير في مرحلة التجربة السريرية، وتتم الموازنة بين الفوائد والأضرار، لذلك بلوغ نسبة الوفيات بالجلطات 1 بالألف (مثلاً) بعد لقاح كورونا لا يجب أن تمنع بقية الأشخاص من الحصول على فوائد اللقاح أو أن تعرضهم لخطر انتشار المرض، لأن حدوث الجلطة لا يمكن تأكيده.
وأشار شلبي إلى أن الدراسات أثبتت أن لقاح “أسترازينيكا” له دور مولّد للخثار، وحدثت وفيات وجلطات دماغية وقلبية بعد تلقيه، مبيناً أن الشركة تمثل حالياً أمام القضاء بسبب هذا الموضوع.
وعن ترابط الإصابة بالـ”كورونا” مع الإصابة بالجلطات لاحقاً، قال الطبيب: “إن فيروس الكورونا طرأت عليه أكثر من طفرة، منها طفرة تنفسية حدثت بسببها وفيات لأسباب تنفسية في إيطاليا والصين والشرق الأوسط، وأيضاً طفرة حدثت في عام 2022 كانت طفرة خثارية، أي تحوي مركّبة جديدة للفيروس مولدة للخثارة أي التجلط الدموي”.
وتابع: “وهنا اجتمع تأثير الفيروس إذ سبّب قصوراً تنفسياً، وولد خثاراً دموياً سبّب تخثرات منتشرة في الجسم، على رأسها خثار الأوعية الإكليلية، أي الأوعية المغذية للقلب، ما يسبب احتشاء عضلة القلب، وأيضاً خثار الأوعية الدماغية، ما يسبب السكتات الدماغية”.
ونوّه شلبي أن الخثارات الأخرى التي تتشكل في الجسم قد تؤدي إلى حدوث خثار مشيمي في أوعية الرحم والمشيمة فتسبب إجهاضات متكررة.