لم يكتف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل ليوم” 89″ على قطاع غزة بإعادة الجنود الصهاينة إلى كيانهم محملين بالأكفان وبجروح واصابات لاتدمل بل أيضا محملين بأمراض نفسية مستديمة جراء حالات الرعب التي يعيشونها جراء معاركهم الخاسرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة “هايوم” العبرية في تقرير لها بعنوان “التكلفة العقلية للحرب” أن أحد جنود كتيبة “لواء مظليين” “الإسرائيلية ” هاجم زملاءه من أعضاء الكتيبة وذلك بإطلاق رشقات نارية من سلاحه الشخصي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجندي كان نائماً، ثم استيقظ في منتصف الليل، بعدما رأى كابوساً بأحلامه، وأخذ سلاحه وفتح النار في الغرفة، وأصيب عدد من الجنود المتواجدين في المكان نتيجة كسر الزجاج وانتشار الشظايا بجروح.
وأضافت الصحيفة بأن الجندي وأصدقائه خضعوا بعد هذه الحادثة للفحص والعلاج النفسي.
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها بين جنود الاحتلال الإسرائيلي ، فقبل أيام أدلى جندي إسرائيلي عاد من قطاع غزة باعترافات صادمة أمام جلسة في الكنيست، مؤكداً أنه “يتبول على نفسه” من الرعب الذي ألحقته المقاومة الفلسطينية به ليلاً.
وقال الجندي أفيخاي ليفي: “أتخيل مراراً قذائف آر بي جي تطير فوق رأسي وأتخيل نفسي داخل الجرافة وأقاتل وأشم رائحة الجثث، وإذا لم أشرب زجاجة كحول فلا أتمكن من النوم”.
وحمّل ليفي الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما آل إليه، قائلاً: ” هذه الحكومة تخلّت عنا في الحرب، قتلت رجالاً بيدي من أجلكم، قتلت أكثر من 40 إنسان بريء، دون مقابل، دون حتى أن يتوفر لي ما يلزم من علاج نفسي”.
وبحسب دراسة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، استخدم عدداً كبيراً من الإسرائيليين الحبوب المنومة والحشيش والكحول والأدوية المسببة للإدمان منذ بداية العدوان المسعور على قطاع غزة، وهو ما يحمل آثاراً عقلية بعيدة المدى على الكيان الإسرائيلي المحتل.
ورصدت الدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في استهلاك المواد المسببة للإدمان بعد إعلان طوفان الأقصى، حيث ارتفع عدد متعاطي النيكوتين في صفوف الاحتلال الإسرائيلي إلى 16%، واستهلاك الكحول إلى 10%، بالإضافة إلى ارتفاع عدد متعاطي القنب إلى 5.5%.
كما شهد استخدام العقاقير الطبية التي قد تؤدي إلى الإدمان ارتفاعاً كبيراً بين صفوف الاحتلال الغاشم، مع زيادة استخدام المهدئات إلى 11%، والحبوب المنومة إلى 10%، ومسكنات الألم إلى 8%.
وأفادت دراسة لجامعة “يافا” بأن 60 % من المجتمع الإسرائيلي بات يعاني من اضطرابات التوتر الحاد، بعد إعلان عدوانه على القطاع.
وقال المشرف على الدراسة سفيتلانا فيزالينسكي: ” إن المعدل المذكور من حالات التوتر الحاد غير مسبوق عبر مختلف الحروب التي دخلتها إسرائيل”.
وأوضحت الدراسة أن من أعراض التوتر الحاد والتي ظهرت على الكثير من جنود الاحتلال الصهيوني: الاكتئاب، والكوابيس، ومحاولات الهروب من الواقع، وأعراض جسدية كتسارع ضربات القلب وكثرة إفراز هرمونات التوتر”.
وأفاد الصيدليّ العبريّ بوعاز تشاني بأنه شهدت طلبات الجنود الإسرائيليين ارتفاعاً بسنبة 90% على الوصفات للمساعدة في التخلص من القلق ومحاولة النوم لفترات متصلة بسبب عملية طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن طلباتهم كانت دون وصفات طبية “روشتات”.
وأضاف تشاني بأن هؤلاء الجنود يأتون بشكل مستمر إلى الصيدليات بسبب خوفهم الشديد وقلقهم من المقاومة الفلسطينية.
وأشار موقع “واي نيت” العبري، إلى أنه مع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تم تحويل أكثر من 2800 جندي من قوات الاحتلال إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، بينهم 3% من الجرحى في حالة خطرة، و18% ممن يعانون من مشاكل عقلية بسبب إجهاد ما بعد الصدمة.
وفي هذا الصدد، كشفت تقارير صحفية عبرية عن إصابة نحو 500 جندي من قوات الاحتلال بصدمة الحرب واضطرابات نفسية غير مسبوقة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، لافتةً إلى أن السلطات الصحية تلجأ إلى حقن جنود بمواد مخدرة؛ لمساعدتهم على النوم، والتخلص من الرعب الذي يلحق بهم.
ويذكر أن عدد قتلى قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانه الهمجي على قطاع غزة بلغ أكثر من 180 قتيلاً، ومئات الجرحى.