التربية السورية تعتمد منهاج “الفئة ب” لدمج المنقطعين عن التعليم… لمن وُضع هذا البرنامج؟

أعلنت وزارة التربية والتعليم في سوريا إطلاق منهاج “الفئة ب”، وهو برنامج تعليمي جديد يهدف إلى إعادة دمج الأطفال المنقطعين عن الدراسة أو المتأخرين دراسياً، ومنحهم فرصة ثانية لمواصلة تعليمهم ضمن مسار مُعجّل يختصر عامين دراسيين في عام واحد.

وقال مدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، عصمت رمضان، في تصريح مصوّر بثته قناة الوزارة على “تلغرام” إن المنهاج صُمم خصيصاً لمعالجة الفجوات التعليمية لدى شريحة واسعة من التلاميذ الذين حُرموا من التعليم خلال سنوات الحرب أو تعرّضوا لانقطاعات طويلة، بحيث يُمكّنهم من اللحاق بزملائهم والعودة تدريجية إلى التعليم النظامي.

منهج لتعزيز العدالة التعليمية وتقليص الفجوات

رمضان أوضح أن الهدف من البرنامج هو توفير فرص عادلة لجميع الأطفال لاستكمال تعليمهم، عبر تسريع عملية التعلم وتعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب، إلى جانب تنمية التفكير النقدي. ويرى المسؤول أن هذا النوع من البرامج يسهم في مكافحة الأمية وتقليل نسب الفشل الدراسي، إضافة إلى تعزيز شعور المتعلم بالانتماء والحد من العزلة التي يعانيها الأطفال المنقطعون عن المدرسة.

أزمة تعليمية تضغط على الملايين

إطلاق هذا المنهاج يأتي في وقت تواجه فيه سوريا واحدة من أكبر أزمات التعليم في المنطقة. فبحسب بيانات وزارة التربية، ما يزال نحو 40% من مدارس البلاد خارج الخدمة أو مدمّرة نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأربع عشرة الماضية.

وتشير الوزارة إلى وجود نحو 4 ملايين طالب مسجلين في المدارس حالياً، في حين تقدّر منظمة “اليونيسف” أن ما بين 2.5 و3 ملايين طفل ما يزالون خارج العملية التعليمية، بسبب تدمير البنية المدرسية، ونقص الكوادر التدريسية، وصعوبات التمويل التي تواجهها الأسر في تأمين مستلزمات الدراسة.

وتلفت “اليونيسف” إلى أن جهودها تتركز على ترميم المدارس المتضررة، وإنشاء صفوف مؤقتة، وتوفير تدريب للمعلمين، خاصة مع عودة أعداد متزايدة من اللاجئين إلى البلاد. وتؤكد المنظمة أن المدرسة ليست فقط حقاً تعليمياً، بل أيضاً مساحة أساسية للتعافي النفسي والاجتماعي للأطفال الذين عاشوا تجارب الحرب.

بهذه الخطوة، تراهن وزارة التربية على أن يساهم منهاج “الفئة ب” في سد جزء من الثغرات الواسعة التي خلّفتها سنوات النزاع، وتمكين الفئات الأكثر تضرراً من حقها الأساسي في التعليم.

اقرأ أيضاً:المدارس والجامعات: ساحة للضغوط القسرية تستهدف العلويين في الساحل السوري

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.