اجتماع سوري – أميركي بمشاركة الشرع يبحث آفاق التعاون النفطي البحري
شهدت دمشق، يوم الإثنين، اجتماعاً تمهيدياً لبحث التعاون في مجال الاستكشاف النفطي البحري بين الشركة السورية للبترول وشركة “شيفرون” الأميركية، وذلك بحضور الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، في خطوة تعكس توجهاً رسمياً نحو الانفتاح على شركات الطاقة العالمية بعد سنوات من الانكماش والعزلة التي مرّ بها قطاع النفط.
مباحثات حول الفرص البحرية وتبادل الخبرات
وأوضح المدير التنفيذي للشركة السورية للبترول، يوسف قبلاوي، أن اللقاء ركّز على دراسة إمكانات التعاون في مشروعات الاستكشاف البحري في الساحل السوري، إلى جانب تقييم البنية الجيولوجية للمنطقة وتبادل الخبرات الفنية والتقنية، بما يسهم في تطوير قطاع الطاقة وتعزيز كفاءته في المرحلة المقبلة.
وأضاف قبلاوي، في منشور على صفحته عبر “فيسبوك”، أن الاجتماع يأتي ضمن خطة الشركة لتوسيع شراكاتها الدولية وفتح المجال أمام استثمارات جديدة، بهدف دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز استقرار قطاع النفط والغاز، الذي يشكل أحد أهم القطاعات الحيوية في البلاد.
توجّه متزايد نحو الاستثمار البحري
وكان قبلاوي قد تحدث في مقابلة سابقة مع موقع “إرم نيوز” نهاية تشرين الثاني الماضي، عن توجه واضح لدى سوريا للاستثمار بشكل أكبر في ثرواتها البحرية، مشيراً إلى أن الساحل السوري يمتلك خمسة بلوكات بحرية كبيرة، تتراوح مساحة البلوك الواحد منها بين 1000 و3000 كيلومتر مربع.
وأوضح أن الحكومة السورية تسعى للاستفادة من خبرات شركات عالمية كبرى، من بينها “شيفرون” الأميركية و”توتال” الفرنسية و”قطر إنرجي”، خصوصاً في مجال الحفر البحري العميق، الذي يتطلب تقنيات متطورة لا تتوفر محلياً.
انفتاح اقتصادي أم خطوة استكشافية أولى؟
ويُعد الاجتماع الأخير واحداً من أبرز المؤشرات على رغبة دمشق في إعادة تنشيط قطاع النفط بعد سنوات من التراجع الحاد في الإنتاج، ولا سيما أن جزءاً كبيراً من البنية التحتية والإنتاج البري خرج عن الخدمة أو أصبح خارج السيطرة خلال السنوات الماضية.
كما ينظر مراقبون إلى استكشاف النفط والغاز البحري كأحد المسارات المحتملة لرفد الاقتصاد السوري بمصادر جديدة للطاقة والإيرادات، في حال إثبات وجود احتياطيات مجدية تجارياً في المياه الإقليمية السورية.
اقرأ أيضاً:حلب: الشرع يعد بمرحلة جديدة من الإعمار وسط تحديات صناعية واقتصادية كبيرة