داما بوست-هاني حيدر| ركزت جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية على الإجراءات والسبل الممكنة للاستمرار بتقديم الخدمات للمواطنين في محافظة حلب وكافة المحافظات السورية، وزج كل الطاقات والمقدرات الوطنية لخدمة الجيش والقوات المسلحة الباسلة بما يساهم في دحر المجموعات الإرهابية وتحقيق النصر.
حيث أكدت الحكومة أنها ملتزمة بشكل كامل بمتابعة الأوضاع في حلب، ومتابعة وضع مؤسسات الدولة كل وزير فيما يخصه، لاتخاذ القرارات المطلوبة وبالسرعة الممكنة، ومتابعة ملف المصابين والجرحى، وتوفير كامل الدعم للمنظومة الصحية، وتقديم كامل الخدمات المطلوبة للمهجرين وإقامتهم، وتكليف وزارتي النفط والكهرباء اتخاذ كافة الإجراءات لتسهيل إقامة وتخديم المهجرين، والحفاظ على الآثار والتراث المادي واللامادي في محافظة حلب.
الجلالي: نعد بتحرير كامل التراب السوري
في هذا السياق أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد الجلالي أن الحكومة تقف جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة لمعالجة التداعيات التي حدثت نتيجة الهجوم الإرهابي واستهداف المدنيين في حلب وريفها، موضحاً أن الجيش العربي السوري يقوم بدعم من كل الفعاليات الحكومية الآن بالتصدي للعدوان والبدء بمرحلة جديدة هي مرحلة التثبيت واستعادة القرى التي خسرناها نتيجة الهجمة الإرهابية خلال الأيام الماضية وما رافقها من تحضيرات استخباراتية أجنبية على أرضنا.
وقال الجلالي: “نحن نعد بتحرير مدينة حلب وكامل التراب السوري، ولدينا الثقة الكاملة بأن الجيش العربي السوري سيستعيد كامل الأراضي ليست فقط التي خسرناها نتيجة هذه الهجمة وإنما كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، داعياً المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الإشاعات الكثيرة التي ظهرت مؤخراً وأن نكون جميعاً على ثقة بقدرات قواتنا المسلحة.
وشدد الدكتور الجلالي على حل جميع الإشكالات التي يمكن أن يتعرض لها المواطنون نتيجة لعملية النزوح من المناطق التي دخلها الإرهاب وإيجاد حلول آنية للمشكلات التي نجمت عن ذلك.
اقرأ أيضاً: اجتماع في مجلس الوزراء لمتابعة تطورات الأوضاع الميدانية في حلب
خدمات متنوعة على مدار الساعة
بدوره أوضح وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني أن هذا الاستهداف التي تعرضت له حلب هو ليس الأول، ولكن سيكون الأخير بهمة وعزيمة أبطالنا في الجيش العربي السوري الذين كانوا ولا زالوا عوناً لأهلهم في أصعب الظروف التي مرت على سوريا.
وأضاف مرتيني: لا تزال كل الجهات الخدمية تقدم الخدمات لأبنائنا في محافظة حلب، أهلنا الذين هجرهم الإرهاب الآن من مدنهم وقراهم، تقدم لهم كل المساعدات على مدار الساعة، وعبر المؤسسات الخدمية المختلفة، وأيضاً عبر بواسل الجيش العربي السوري.
من جانبه أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة أن وزارته تقدم الخدمات المتعلقة بتقديم المواد الإغاثية للإخوة الوافدين الى محافظة حماة وحمص وباقي المحافظات السورية، مشيراً إلى أن التوافد بدأ من محافظة حلب إدلب بأعداد كبيرة ويتم تقديم المواد الإغاثية من خلال مراكز الإيواء، موضحاً أن المحافظين متواجدون على أرض الواقع ويقومون بجولة على كل المرافق الخدمية في المحافظات.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل المهندسة سمر السباعي: هناك الكثير من الجهود المبذولة والتحديات على أرض لتقديم كافة المساعدات للذين تهجروا من حلب بفعل العصابات الإرهابية وتم استقبالهم في عدة محافظات، وتقديم ما يلزم لهم سواء كانوا ضمن عائلات سيتم التعامل مع العائلات المستضيفة، أو إذا كانوا ضمن مراكز الاستضافة التي جهزت لهم.
وأوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لؤي المنجد أن الأمور في محافظة حماة مستقرة ومعنويات الأهالي مرتفعة وهناك ثقة كاملة بالجيش العربي السوري، وهناك العديد من الفعاليات التي أكدت استعدادها الكامل لمؤازرة الدولة بكافة مكوناتها، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي نقص بأي مادة تموينية في حلب والاحتياطي من الدقيق والأقماح والمحروقات موجود في كافة المخابز، والوزارة جاهزة لتغطية العجز الذي تولد البارحة وأول البارحة بسبب الفوضى التي حدثت نتيجة الأعمال الإرهابية مؤخراً في مدينة حلب.
تعديات على الشبكات الهاتفية
وزير الاتصالات وتقانة المعلومات المهندس إياد الخطيب بيّن أن الوزارة تتواصل مع الكوادر الموجودة في حلب للحفاظ على ما يمكن من المقاسم الهاتفية والاتصالات والإنترنت للأهالي، مشيراً إلى وجود تعديات كبيرة على الشبكات الهاتفية وخروج بعض المقاسم عن الخدمة.
وقال الخطيب:” نقوم من خلال الموظفين المتواجدين في دمشق بمحاولة إعادة الاتصالات إلى هذه المقاسم، لكن هناك صعوبات أساسية وهي عدم توفر الكهرباء في بعض المقاسم وعدم توفر المازوت، ورغم ذلك حافظنا على عدد كبير من مقاسم المدينة بالخدمة، وهي صلة الوصل ما بين أهل حلب والذين خرجوا منها.
دعم بالمشتقات النفطية
وأشار وزير النفط والثروة المعدنية المهندس فراس قدورإلى أن الوزارة تقوم باتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لتأمين المشتقات النفطية للمواطنين الخارجين من محافظة حلب، حيث تم وضع ثلاث محطات وقود متنقلة في منطقة أثريا ومحيط محافظة حماة، وتقديم دعم لباقي المحافظات بالمشتقات النفطية وخاصة البنزين والمازوت للمواطنين المهجرين من محافظة حلب.
وأوضح الوزير قدور أن عدد المحطات في محافظة حلب 93 محطة، ويتم دراسة واقع هذه المحطات ووضع خطة ليتم تأمين المواطنين الموجدين، وبالنسبة لمادة الغاز المنزلي تم توجيه معمل عدرا لإضافة وردية ثالثة لتأمين باقي المحافظات وتغطية النقص الحاصل بمادة الغاز.
القطاع الصحي متماسك
وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية أوضح أن الظروف الصعبة التي شهدها قطاع الصحة جعله يكتسب خبرة واسعة في التعامل مع مثل هذه الظروف الطارئة.
واكد الدكتور ضميرية أن مؤسسات القطاع الصحي متماسكة وتقدم الخدمات الصحية للمواطنين، والكوادر الصحية تتابع عملها وفق الإمكانيات المتاحة لها، والتجهيزات والأدوية متوافرة وهي تُقدم من خلال هذه المؤسسات وهي ثمانية مشافي في مدينة حلب تلتزم بتقديم الخدمات للمواطنين، ونأمل التحرير السريع لمحافظة حلب.
وفي سياق متصل قالت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات: “فيما يتعلق بحماية التراث المادي واللا مادي في مدينة حلب، نحن على تواصل دائم مع المسؤولين هناك، وفيما يتعلق أيضاً بالفعاليات الثقافية على كامل مساحة الجغرافيا السورية تم إيقاف أو تأجيل الفعاليات الثقافية والفنية، ولكن نحن متابعون في برامجنا الثقافية من ناحية المحاضرات والملتقيات والأمسيات الشعرية، كلها ما زالت مستمرة، ولكن تم إيقاف الفعاليات الثقافية الفنية احتراماً لما يحدث في سوريا.
وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب أحمد بوسته جي أوضح إن هذا العدوان الذي وقع على مدينة حلب الآمنة هو عدوان وحشي، الغاية منه ترويع المواطنين، وهو عدوان على المنطقة وعلى جميع دول العالم الحر، وإننا نثق بشعبنا وبجيشنا وبقيادتنا، وسوريا مقبرة للغزاة والطامعين وسوف يرد العدوان على أعقابه، والنصر على كل الأراضي السورية مؤكد وآتٍ بكل إصرار وتصميم.
اقرأ أيضاً: القيادة العامة للجيش: سنعمل بكل الوسائل الممكنة لضمان أمن وسلامة الأهل في حلب
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر