الهدهد أتى بالخبر اليقين.. حزب الله ينهض وجيش العدو يغرق في رمال الشمال ووحل الجنوب

داما بوست-خاص| كل الأخبار والتقارير الواردة من الشمال والجنوب وما حمله الهدهد وما تحمله رياح الشمال وعنفوان الجنوب يشي بأن المقاومة الإسلامية التي يقودها حزب الله باتت قوة لا تقهر ولا تهزم، ويتضح من صور الميدان التي تتلاحق سريعاً كيف يرتسم سيناريو الهزيمة الإسرائيلي مع كل خيط فجر يشرق على الجنوب بعد عمليات المقاومة التي تصل إلى غرف قادة الاحتلال ومهاجع أجسادهم المنهكة، ولا سبيل إلى فعل شيء لدى جوقة رئيس الحكومة العفن سوى الغارات الجبانة وعمليات القصف المجنونة على المناطق السكنية.

حزب الله يخوض حرب ملحمية تدرّس في التاريخ في وجه أعتى آلة حرب في العالم تدعمها جميع الدول الغربية بالمال والسلاح ولا ريب أن الكيان هو أكبر قاعدة عسكرية للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ومع ذلك لا يستطيع هذا الجيش الذي زعم أن قوته أسطورية أن يتقدم في الجنوب أمام سد المقاومة القوي الذي يحطم هذه الأسطورة الغبية للاحتلال التي أكل عليها الدهر وشرب بفضل الخصم الجنوبي الملحمي والنضالي الذي تصنعه بنادق المقاومين في حزب الله.

شجرة حزب الله القوية ذات الفرع الباسق والأصل الثابت هي من حالت حتى الآن دون نجاح جيش العدو الصهيوني في تحقيق أيّ تقدّم فعلي على طريق بلوغ أهدافه، وهذا يعني أن المقاومة تحوّلت فعلاً إلى قوّة يصعب هزيمتها، ويستحيل كسرها، وما يفعله العدو الإسرائيلي عبثي ويكلفه أثماناً باهظة، وسيدفع الكثير الكثير من هذه الأثمان في الميدان.

ومن يراقب ويحلل النجاحات الميدانية لحزب الله القائمة حالياً، في الجنوب والشمال يمكن أن يستنتج سريعاً مدى نجاح الحزب اللبناني المقاوم في منع جيش العدو من تحقيق تقدم ميداني في البر بعد أن أعاد فرض معادلاته الردعية، وهو ما دفع العدو للاعتراف بأنه يجنى الرياح والخذلان من قتاله في الجنوب ويدفع الأثمان الباهظة على يد مقاومي حزب الله في الشمال.

التقارير المتلاحقة لغرفة عمليات حزب الله تعطي إضاءة ساطعة على واقع الميدان، والسيف أصدق أنباء من الكتب، ورصاصات حزب الله أصدق بياناً من كذب ومراوغة جيش الاحتلال بعد شهر من العملية البرية الفاشلة ومجازر الميركافا التي تنفذها قوات حزب الله، في العدو الصهيوني، ناهيك عن المصابين والقتلى والمدرعات والمسيرات التي يتم سحقها في كل يوم في الجنوب والشمال.

ما يصدره حزب الله من بيانات عن عملياته طبعاً لا يتضمن خسائر العدو الصهيوني في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة، أي أن حجم خسائر العدو الصهيوني أكبر بكثير مما يعلن عنه حزب الله، وحتى العدو الصهيوني نفسه يخفي الكثير من خسائره ولا يظهرها للعلن خشية من الرأي العام في داخل الكيان.

حزب الله ينفذ مجازر الميركافا والمسيرات ضمن أطر واستراتيجيات وأخلاق الأعراف العسكرية في الحرب، لكن الاحتلال المهزوم وقواته الصهيونية تتجنب التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية عناصر المقاومة خشية استهدافها، وتستحدث معابر ومسارات غير مرئية وتعتمد التسلل ليلاً إلى داخل القرى الحدودية والانسحاب منها بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتية، هذه هي عقيدة الاحتلال.

المقاومة الإسلامية في لبنان، وأختها في فلسطين تخوضان معركة الشرف والكرامة عن الأمتين العربية والإسلامية، وخطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الاشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان ومازالت الجبهات ترفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المعدة مسبقاً، وهذا يدل على صلابة المقاومة وإصرارها على بلوغ أهدافها المرسومة بكل دقة واقتدار.

معركة إيلام العدو مستمرة، ولن تتوقف، وبالرغم من الإطباق الاستعلامي الذي يمارسه جيش العدو في سماء الجنوب، لا يزال المقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخية تجاه نقاط تموضع جنود العدو حتى عمق الكيان بشكل يومي ومتواصل وعلى مدار الساعة، حتى أن جيش العدو لم يتمكن من إحباط أي عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية.

حرب الكيان الداخلية مستعرة بسبب الفشل على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية أيضاً، ومع نجاح حزب الله في معادلة إيلام العدو من خلال الإستهدافات الصاروخية ومن خلال المسيرات، بات هروب المستوطنين إلى الملاجئ مشهداً يومياً، ومع هذه الصورة الملونة بالهزيمة هاجم عضو الكنيست الصهيوني غادي آيزنكوت ورئيس أركان جيش العدو سابقاً، بشدّة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.

انتقادات آيزنكوت ليست الوحيدة في الكيان ضدّ نتنياهو على استمرار الحرب التي بدأت في أكتوبر الماضي وانطلقت شرارتها من غزة لتصل إلى لبنان، فنتنياهو بحسب منتقديه من مسؤولين صهاينة لا يستطيع مواصلة الحرب إلى الأبد، وهو يقود “إسرائيل” نحو الانهيار بدلا من فهم حجم التهديد، والوحل الذي يغرق فيه جيش الاحتلال في لبنان ورمال غزة أيضاً.

حزب الله يدير المعركة من موقع السيد الحر الذي يدافع عن أرضه وأهله، ويمكنه إطلاق النار على “إسرائيل” من كلّ مدى كما نرى، ولا يمكن إيقاف ذلك بشكل شامل وكامل، وهذا باعتراف قادة جيش الاحتلال، ويستفيد الحزب المقاوم من ثغرات المناورة البرية الصهيونية في الجنوب اللبناني ويستغلها بحرفية، متوقعا مزيداً من التصعيد والتسخين على الجبهة الشمالية مع تعثر المفاوضات، وكذلك المزيد من المحاولات للتدخل البري في الجنوب.

ما يرمي جيش الاحتلال لتحقيقه في الميدان اللبناني محض خيال ووهم، وأي عملية برية لهذا الجيش المرتبك في الجنوب تنبثق عنها ثغرات ميدانية ناتجة عن تحرك القوات والآليات العسكرية وتجمعها، ومقاتلو حزب الله يتعاملون مع هذه الثغرات بحرفية ومقدرة ميدانية لافتة من ناحية تحديد الأهداف واستهدافها، وهذا يظهر في عمليات المقاومة اليومية والنوعية، التي تنزل الخسائر البشرية بالجيش الصهيوني، وتجعله يسير على درب إقناع الصهاينة من سياسيين وغيرهم بعدم جدوى الحرب وضرورة الذهاب باتجاه الدبلوماسية، خاصة في ظل معاناة الجيش الصهيوني من نقص كبير في القوات والمعدات.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر