سوريا على شفا الانقسام: نهر الفرات يتحول إلى خط صدع بين قوى متنازعة
ذكرت مجلة مودرن دبلوماسي في تقرير حديث أن سوريا تقف مجددًا أمام مفترق طرق مصيري، في مشهد يعيد إلى الأذهان مراحل مفصلية من تاريخها المعاصر. وأشارت المجلة إلى أن نهر الفرات لم يعد مجرد شريان حياة، بل بات يمثل خطًا فاصلًا بين معسكرين مسلحين متنافسين، وذلك بعد مرور تسعة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضحت المجلة أن العاصمة دمشق تخضع حاليًا لسيطرة حكومة جديدة تهيمن عليها فصائل إسلامية، بينما يسيطر الأكراد على مناطق الشرق، ما أدى إلى تصاعد التوترات على خطوط التماس بين الطرفين. وأضافت أن الوضع الحالي يعكس هشاشة الوحدة الوطنية في عهد الرئيس المؤقت أحمد الشرع، وسط فرص ضئيلة لتحقيق المصالحة الوطنية.
وأكد التقرير أن الانقسام السوري لم يعد مسألة داخلية فقط، بل أصبح صراعًا جيوسياسيًا معقدًا، تلعب فيه قوى إقليمية ودولية دورًا بارزًا، مثل تركيا والولايات المتحدة. ففي حين تقدم تركيا دعمًا عسكريًا وماليًا للفصائل الإسلامية، تواصل واشنطن دعمها المحدود للقوات الكردية، مما يزيد من سخونة الأوضاع على الأرض.
وأشار التقرير إلى أن نهر الفرات تحول إلى رمز لهوية سوريا الممزقة، حيث تنظر إليه القوى المتصارعة كـ”خط أحمر” بدلاً من كونه جسرًا للتواصل والوحدة. كما فشلت محادثات توحيد الصفوف ودمج القوات الكردية ضمن الجيش السوري الجديد، بسبب خلافات عميقة تتعلق بالهوية والحكم الذاتي.
واختتمت المجلة تحليلها بالتحذير من أن سوريا تتجه نحو خيارين أحلاهما مرّ: إما التقسيم الدائم أو الانزلاق نحو صراع داخلي شامل، مشيرة إلى أن المدنيين السوريين هم من يدفعون الثمن الأكبر وسط هذه المعادلة المعقدة.
إقرأ أيضاً: توتر أمني متصاعد في حلب وريفها الشرقي بين قسد والحكومة الانتقالية
إقرأ أيضاً: واشنطن تايمز: تجاهل الشرع للعنف الطائفي في خطابه الأممي يثير الإحباط والانتقادات