أسوشيتد برس: الدروز في السويداء..مطالبات بالإنفصال وإنفتاح غير مسبوق على “إسرائيل”

مثلت التطورات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء منتصف تموز/يوليو الماضي “منعطفاً حاسماً” في مسار الطائفة الدرزية.

حيث أدت محاولة الحكومة الانتقالية في دمشق لفرض السيطرة إلى نتائج عكسية، دفعت بالمدينة نحو التشدد، وتشكيل إدارة حكم ذاتي، والوصول إلى المطالبة بالانفصال، والانفتاح غير المعهود على “إسرائيل”، وفقاً لتقرير مفصل نشرته وكالة “أسوشيتد برس”.

العنف الطائفي يقلب الطاولة ضد دمشق

كشفت الوكالة أن محاولة مقاتلين حكوميين الدخول إلى السويداء لفرض السيطرة على منطقة الدروز التي كانت تعيش في ظل شبه حكم ذاتي، أدت إلى موجة من العنف الطائفي ضد المدنيين الدروز، وسقوط مئات القتلى، معظمهم من الدروز.

هذه الأحداث صعّدت من موقف المجتمع المحلي ضد السلطات القائمة:

تشكيل كيان بديل: شكلت المجموعات الدرزية إدارة عسكرية وحكومية بحكم الأمر الواقع في السويداء، على غرار الإدارة الذاتية الكردية شمال شرق البلاد، في خطوة اعتبرتها الوكالة “انتكاسة كبرى” لدمشق.

المطالبة بالانفصال: نقلت الوكالة عن الشاب عمر القنطار (21 عاماً)، قوله بعد إحراق قريته بالكامل: “الفكرة الأساسية الآن أننا يجب أن ننفصل عن دمشق لمنع مجزرة أخرى”.

تصريحات الشيخ الهجري: أعلن الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي المثير للجدل الذي قادت مجموعات موالية له الاشتباكات، تأسيس “المجلس الشرعي الأعلى” كسلطة بديلة في آب/أغسطس، داعياً “جميع الشرفاء في العالم للوقوف مع الطائفة الدرزية في جنوب سوريا لإعلان منطقة منفصلة تحمينا إلى الأبد”

تحول درامي: الانفتاح والتنسيق مع “إسرائيل”

أشارت “أسوشيتد برس” إلى أن أحداث تموز/يوليو دفعت بالدروز نحو “إسرائيل”، في تحول كبير عن مواقفهم التقليدية، مدفوعين بالشعور “بالخذلان” من دولتهم.

تدخل الشيخ طريف: استغل الزعيم الروحي لدروز “إسرائيل”، الشيخ موفق طريف، اللحظة ودعا إلى تدخل عسكري لحماية الدروز.

وقد استجابت “إسرائيل” بتنفيذ ضربات على القوات الحكومية ومقر وزارة الدفاع في دمشق، مما أدى إلى انسحاب الجيش السوري من السويداء.

تنسيق المساعدات: أكدت الوكالة وجود تنسيق بين طريف والهجري، شمل إدخال مساعدات من “إسرائيل” إلى السويداء.

دعوات لمنطقة منزوعة السلاح: أكد طريف لوكالة “أسوشيتد برس” أنه على تواصل دائم مع الهجري، وينسقان إيصال المساعدات، كما أنه يضغط على “المسؤولين الإسرائيليين” لإنشاء منطقة منزوعة السلاح أوسع وممر إنساني في جنوب سوريا.

رفع الأعلام: لفتت الوكالة إلى أن مشهد السويداء تغير جذرياً؛ ففي ساحة الكرامة تُرفع اليوم صور الهجري وطريف معاً.

 وظهرت أعلام “إسرائيل” إلى جانب رايات الدروز ذات الألوان الخمسة، وهو ما وصفه الباحث السوري مازن عزي بأنه تعبير عن “شعب خذلته قوميته”

محاولات الشرع لتهدئة الغضب

في المقابل، حاول الرئيس الانتقالي أحمد الشرع استرضاء الدروز محذراً من أن “إسرائيل” تسعى لاستغلال الأزمة.

اعتراف بالأخطاء: قال الشرع للتلفزيون الرسمي إن “جميع الأطراف ارتكبت أخطاء: الدروز، البدو، وحتى الدولة نفسها. يجب محاسبة كل من انتهك الحقوق”.

لجنة تقصي الحقائق: أعلن الشرع عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، كما كشفت دمشق مع واشنطن وعمّان عن خارطة طريق للمصالحات وعودة المهجرين.

إلا أن هذه الخطوات لم تقنع الكثيرين، حيث نقلت الوكالة عن فتاة فقدت خطيبها وأفراداً من عائلتها في هجوم مسلح، أنها تتهم دمشق بأنها “تغطي على الهجمات”، مؤكدة: “أعتقد أن أحمد الشرع متطرف”.

وفي خلاصة للوضع، نقلت الوكالة عن عمر القنطار قوله إن الناس قد يغيرون رأيهم “إذا غيّرت الحكومة مسارها ومدّت يدها”، لكنه استدرك: “طالما أن هذه الحكومة في دمشق باقية، فسيميل الناس نحو الانفصال أو الاستقلال. أنا أفضل أن نبقى جزءاً من سوريا من دون هذه المجموعة الحاكمة، لكن طالما هم موجودون، لا أعرف إن كان حتى النظام الفدرالي سيحمينا”

اقرأ أيضاً:رسالة مظلوم عبدي إلى الحكومة البريطانية: تضغط لتفعيل اتفاق 10 آذار

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.