احتجاجات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب ضد الحصار وقطع الطرقات
شهد حيا الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، الأربعاء، حالة من الاستنكار الشعبي على خلفية إغلاق الطرقات وفرض حصار على المنطقة، وسط اتهامات لفصائل منضوية ضمن “وزارة الدفاع السورية” بخرق الاتفاقيات الموقعة مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة الانتقالية في دمشق.
المجلس العام للحيين، اللذان تقطنهما غالبية كردية، أصدر بياناً أدان فيه الإجراءات الأخيرة، معتبراً أنها تمثل انتهاكاً لاتفاقيتي 10 آذار/مارس و1 نيسان/أبريل، اللتين نصتا على ضبط العلاقات بين الحكومة الانتقالية و”قسد” في شمال وشرق سوريا. ودعا البيان الحكومة إلى الالتزام بتعهداتها ومحاسبة الجهات التي تخرق التفاهمات.
وأكد المجلس أن السوريين كانوا يأملون بعد سقوط النظام السابق ببناء وطن جامع يعمه السلام والحرية بعد عقود من القمع، مشدداً على أن قوات “قسد” منذ تأسيسها مثلت حالة وطنية جامعة، ودافعت عن مختلف المكونات وحققت انتصارات بارزة ضد تنظيم “داعش”. كما اعتبر البيان أن “قسد” تشكل قوة ضامنة لوحدة الأراضي والشعب السوري، في مواجهة محاولات التقسيم التي تغذيها سياسات بعض الأطراف، بما فيها ممارسات الحكومة الانتقالية التي قال إنها تؤجج الخلافات العرقية والطائفية.
وبحسب عدة مصادر محلية، أقدمت مجموعات مسلحة تابعة للحكومة الانتقالية يوم الثلاثاء على إنشاء نقاط عسكرية داخل حديقة الأشرفية في حلب وتحويلها إلى ثكنة، إلى جانب نشر سواتر ترابية عند دوار الليرمون باستخدام آليات ثقيلة، في خطوة اعتُبرت محاولة لإحكام السيطرة على الممرات الرئيسية المؤدية إلى الحيين. وأثارت هذه التحركات مخاوف السكان من مزيد من التصعيد وتقييد حرية الحركة.
وكانت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) قد أعلنت في أيلول/سبتمبر الماضي أنها تصدت لهجوم على نقاطها في محيط الحيين نفذته فصائل مرتبطة بـ”وزارة الدفاع السورية”، وأسفر عن مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين من المهاجمين، إضافة إلى إسقاط طائرة مسيّرة.
يُذكر أن اتفاقاً مبدئياً تم التوصل إليه في نيسان/أبريل الماضي بين الحكومة الانتقالية والمجلس العام للأشرفية والشيخ مقصود، تضمن 14 بنداً أبرزها التأكيد على أن الحيين جزء من مدينة حلب ويتبعان لها إدارياً، مع احترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية لسكانهما بما يعزز التعايش السلمي.
حتى الآن، لم تصدر الجهات الأمنية أو القيادات الميدانية أي توضيح رسمي حول دوافع التحركات الأخيرة، وما إذا كانت إجراءات مؤقتة أم جزءاً من خطة طويلة الأمد، في وقت يستمر فيه التوتر داخل المدينة ومحيطها.
اقرأ أيضاً:توتر أمني متصاعد في حلب وريفها الشرقي بين قسد والحكومة الانتقالية