بعد أن قُلب ليله لجهنم.. باحث يستقرئ سيناريوهات رد الاحتلال على إيران
داما بوست – مارينا منصور| بيّن الكاتب والباحث في العلاقات الدولية محمد نادر العمري أن الرد الإيراني على “إسرائيل” جاء نتيجة وصول الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقناعة بأن الولايات المتحدة الأمريكية غير صادقة أو غير قادرة على كبح الجماح الصهيوني، وأن كل ما قُدّم لإيران من وعود بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتهدئة مؤشرات الصراع في المنطقة ليس سوى مناورة ومراوغة.
لماذا وجهت إيران صفعة جديدة للاحتلال؟
وأكد العمري في حديث خاص لشبكة “داما بوست” أن عملية الوعد الصادق 2 أتت نتيجةً لإمعان الكيان الصهيوني بالتصعيد على المنطقة، وخاصة أن المشروع الصهيوني يسعى إلى الوصول لإيران.
وأردف: “بالإضافة إلى استعراض نتنياهو لخارطة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79 والتي أطلق عليها خارطة النقمة، وتلوين بعض هذه الدول وهي سوريا واليمن والعراق ولبنان وإيران باللون الأسود، وتصريحه الذي حمل أبعاداً كثيرة، والذي تحدث به عن أن الشعب اليهوي والفارسي سينعمان بالسلام قريباً في إشارة إلى التوجه لاستهداف الداخل الإيراني، ما دفع إيران لتوجيه هذه الصفعة الاستراتيجية المؤلمة.”
وأشار الباحث إلى أن إيران استعرضت جزءاً من مقدراتها العسكرية كاستخدامها صاروخ “فتاح 1” الفرط صوتي لأول مرة، وذلك لاستعادة توازن الردع على مستوى المنطقة في ظل الإمعان الإسرائيلي بالهمجية الإجرامية.
الكيان يخفي خسائره
وقال العمري: “إن عدم مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط سوى 10% من الصواريخ المطلقة، له تفسيران، أولهما عدم القدرة على كشف كل نوعية الصواريخ، وثانيهما إرسال واشنطن رسالة لتل أبيب وحكومة نتنياهو مفادها أن الأمن الإسرائيلي لايمكن أن يتحقق إلا بحماية أميركية.”
وتابع: “حجم الخسائر من بنى تحتية عسكرية واقتصادية والتي سيحرص الكيان على إخفائها بما في ذلك المطارات والقواعد العسكرية، يؤكد على ضعف قدرة المنظومة الدفاعية التي تصنف الأحدث على مستوى العالم من قبة حديدية ومقلاع داوود وحيتس وغيرها.”
ثأراً لدماء القادة واستعادةً للثقة
وذكر الباحث أن الرد جاء على محاولة الكيان تغيير قواعد الاشتباك ومعالم الشرق الأوسط عبر استهداف الوضع الداخلي في لبنان وسوريا وإيران، وتأكيداً على أن اغتيال القادة وفي مقدمتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله، والقائد إسماعيل هنية، يشكل استهدافاً للأمن القومي لمحور المقاومة بشكل عام، وللأمن القومي الإيراني.
ولفت العمري إلى أن الرد أتى لاستعادة وترميم ثقة الحاضنة الشعبية للمحور المعادي لـ”إسرائيل” بعد جملة الاحتقان التي وصلت إليها الحاضنة إثر الاغتيالات التي تعرّض لها الحزب، وضخ كم هائل من الإشاعات حول تخلي إيران عن الحزب مقابل صفقات سياسية.
اقرأ أيضاً: إيران تثأر للقادة.. مئات الصواريخ قصفت”إسرائيل”
كيف سيرد كيان الاحتلال؟
وأوضح الباحث أن هناك مجموعة من السيناريوهات للرد “الإسرائيلي”، فإما أن تضغط الولايات المتحدة الأميركية كيلا يكون هناك رد واسع ولا تتدحرج الأمور نحو حرب شاملة، أو قد يقدم الكيان على الرد العسكري المباشر من خلال استهداف المصالح الإيرانية في المنطقة أو استهداف منصات الدفاع أو المنشآت النووية أو منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
الشائعات حرب نفسية
وحول شائعات تخلّي إيران عن الحزب، أفاد الباحث بأنها تأتي في إطار الحرب النفسية التي يديرها الكيان منذ بدء عملية طوفان الاقصى، مشيراً إلى أنه عندما بدأ الكيان يتوجه لاستهداف العمق اللبناني كان واضحاً أن جزءاً من هذا الاستهداف هو من خلال إدارة الحرب النفسية عبر الترويج لإشاعات ودعايات.
وأضاف: “والهدف من ذلك هو محاولة قلب الحاضنة الشعبية للمقاومة في لبنان ضد المقاومة من ناحية، وإدخال لبنان في إطار الصراعات المجزأة من ناحية أخرى، كالصراع الشيعي – الشيعي، عبر الترويج بأن إيران تخلّت عن حزب الله.”
وأكد العمري أنه لا يمكن اليوم لإيران أن تتخلى عن دعم المقاومة وخاصة أن حزب الله اليوم بالنسبة لإيران يمثل بعداً سياسياً وعسكرياً وإيديولوجياً، ويشكل عامل قوة ودعم للتواجد الإيراني في المنطقة، والذي يسعى لإحداث توازنات والمحافظة على قواعد الاشتباك.
قد يهمك أيضاً: هل ستتأثر الأرض بالتفجيرات في المنطقة وتخلّف زلزالاً؟