معلمو شمالي حلب.. بين الوعود المؤجلة والتهميش

يقف آلاف المعلمين في ريف حلب الشمالي أمام مستقبل غامض بعد أن قضوا أكثر من عشر سنوات في خدمة العملية التعليمية وسط ظروف الحرب والنزوح، ليجدوا أنفسهم اليوم بلا اعتراف رسمي أو رواتب منتظمة، في وقت تواصل فيه وزارة التربية إطلاق الوعود دون خطوات ملموسة.

عقد من التحدي والتضحيات

منذ اندلاع الاحداث واصل المعلمون عملهم في ظروف صعبة، بين مدارس مهدمة وخيم بدائية، وبرواتب لا تتجاوز خمسين دولاراً أو بشكل تطوعي. بعضهم تعرض للفصل من وزارة التربية بسبب نشاطه السياسي، لكنه واصل التدريس رغم المخاطر.

من المجالس المحلية إلى الفراغ الإداري

بعد خروج تنظيم داعش عام 2016، تولت المجالس المحلية المدعومة من تركيا إدارة الملف التعليمي، وأدخلت مناهج موحدة مع دعم مباشر من أنقرة. لكن مع انسحاب الجانب التركي، وجد آلاف المعلمين أنفسهم في حالة فراغ إداري وتهميش متواصل.

وعود بلا تنفيذ

مع تأسيس وزارة التربية الجديدة، طُلب من الكوادر تجهيز ملفاتهم وفتح حسابات مصرفية تمهيداً لتحويل الرواتب. لكن، وفق ما أكده مدير مدرسة في جرابلس، لم يتقاضَ المعلمون سوى منحة واحدة في عيد الأضحى، بينما بقيت الرواتب مؤجلة رغم اجتماعات متكررة مع مسؤولي التربية.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 18 ألف معلم في مناطق اعزاز، الباب، عفرين، جرابلس ومارع، متأثرون مباشرة بهذا الوضع، ما يعني أن 18 ألف أسرة تعاني من أزمة معيشية خانقة.

مطالب واضحة

المعلمون يختصرون مطالبهم في نقطتين أساسيتين:

  1. صرف الرواتب المتأخرة مجتمعة.

  2. إصدار بيان رسمي يحدد وضعيتهم بوضوح، بين التثبيت أو الإقصاء.

بوادر حلول؟

مدير المجمع التربوي في أخترين، أحمد زينو، أكد أن اجتماعات عُقدت مع وزير التربية ومسؤولين حكوميين خلال الأسابيع الماضية، نتج عنها وعود جدية بتثبيت المعلمين الذين عملوا لسنوات طويلة، سواء كانوا من حملة الشهادات الجامعية أو الثانوية أو المعاهد المتوسطة.

لكن، حتى الآن، تبقى هذه القرارات حبراً على ورق بالنسبة لآلاف المعلمين الذين يواجهون خطر الإقصاء وضغط المعيشة اليومية، فيما يترقبون مطلع أيلول لمعرفة إن كانت سنوات خدمتهم ستُعترف أخيراً أم ستبقى “مهدورة”.

اقرأ أيضاً:أزمة تعليمية تهدد مستقبل آلاف الطلاب في شمال شرقي سوريا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.