سوريا تصدر أول شحنة نفط بعد 14 عاماً من العقوبات
أعلنت وزارة الطاقة السورية عن تصدير أول شحنة من النفط الخام بعد توقف دام 14 عاما بسبب العقوبات، إذ غادرت ناقلة النفط “Nissos Christiana” يوم أمس الإثنين ميناء طرطوس محملة بـ 600 ألف برميل من النفط الثقيل، في صفقة مع شركة “بي سيرف إنرجي” التجارية.
نهاية العزلة الاقتصادية وفتح آفاق جديدة
تعتبر هذه الشحنة الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، ما يمنحها أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة، وتأتي في إطار خطط الحكومة لإعادة إحياء القطاع النفطي وتوسيع نطاق التعاون مع الشركات الدولية.
وتؤشر هذه الخطوة إلى بداية فك العزلة الاقتصادية التي فرضت على البلاد، وتعد خطوة حاسمة نحو تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال إعادة الموارد النفطية إلى واجهة النشاط التجاري الخارجي.
وأوضح معاون مدير الإدارة العامة للنفط والغاز بوزارة الطاقة السورية، رياض جوباسي، لوكالة “رويترز”، أن شركة “بي سيرف إنرجي” هي التي اشترت الشحنة، وهي شركة مرتبطة بصلات مع “بي.بي إنرجي” العالمية لتجارة النفط.
وأضاف جوباسي أن النفط المستخرج من عدة حقول سورية تم شحنه على متن الناقلة “Nissos Christiana”.
تخفيف العقوبات يمهد الطريق
واجه القطاع النفطي السوري عقوبات قاسية منذ عام 2011، حيث فرضت الولايات المتحدة حظرا شاملا، بينما فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على الاستيراد ومنع تزويد الصناعة بالتقنيات اللازمة.
وكان “قانون قيصر” الأمريكي لعام 2019 من أبرز العقوبات التي فرضت قيودا مشددة على التعامل مع الحكومة السورية في قطاع النفط.
ومع ذلك، بدأت هذه القيود تتلاشى تدريجيا، حيث علّق الاتحاد الأوروبي عدة عقوبات شملت قطاعي الطاقة والنقل. كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا عن رفع العقوبات عن كيانات طاقة سورية، وعلّق مؤقتا بعض أحكام “قانون قيصر”، ما سمح بمعاملات مالية أوسع مع سوريا، بما في ذلك في قطاع النفط والغاز، وهو ما فتح آفاقا جديدة أمام هذه الشحنة التاريخية.
اقرأ أيضاً:فرحة رفع العقوبات أم بداية وصاية جديدة؟
اقرأ أيضاً:نحو مرحلة جديدة من الانفتاح: أمريكا تعيد النظر بتصنيفات الإرهاب في سوريا ؟