العثور على يورانيوم بموقع نووي سوري سابق

في تطور دولي مثير، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن العثور على جزيئات يورانيوم من أصل بشري في موقع بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، وهو الموقع ذاته الذي دمرته إسرائيل عام 2007، وسط شكوك دامت لسنوات حول كونه مفاعلًا نوويًا سريًا غير معلن عنه من قبل النظام السوري السابق.

عينات بيئية جديدة تؤكد وجود نشاط نووي غير معلن:

بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وكالة “رويترز”، فقد تم جمع عينات بيئية من ثلاثة مواقع سورية يُشتبه بارتباطها الوظيفي بموقع دير الزور. وأظهرت نتائج التحاليل وجود عدد كبير من جزيئات اليورانيوم الطبيعي، والذي تبين أنه من أصل بشري نتيجة لعمليات معالجة كيميائية صناعية، ما يعزز الفرضية السابقة بأن سوريا كانت تبني مفاعلًا نوويًا سريًا دون إخطار الوكالة.

ويشير مصطلح “يورانيوم طبيعي” إلى أنه لم يتم تخصيبه بعد، ومع ذلك فإن معالجته صناعيًا يدل على وجود نشاط نووي تقني متقدم.

سوريا تسمح بزيارة جديدة وتبدي تعاونًا محدودًا:

التقرير أشار إلى أن السلطات السورية الحالية لا تملك تفسيرًا واضحًا لوجود هذه الجسيمات، لكنها سمحت للوكالة بزيارة الموقع مجددًا في يونيو الماضي لجمع مزيد من العينات. كما جرى اجتماع رسمي في يونيو 2025 بين مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، حيث أبدت دمشق استعدادها للتعاون بشفافية كاملة في معالجة الأنشطة النووية العالقة.

الوكالة الذرية تخطط لزيارة ميدانية إلى دير الزور:

في إطار التعاون المتجدد، طلب غروسي رسميًا من الحكومة السورية السماح بزيارة مباشرة إلى موقع دير الزور خلال الأشهر القادمة، بهدف إجراء مزيد من التحليلات الميدانية، والوصول إلى الوثائق والبيانات التقنية، بالإضافة إلى مقابلة أفراد يُشتبه في مشاركتهم بالأنشطة النووية خلال تلك الفترة.

الوكالة أكدت في تقريرها أنها تُقيّم نتائج العينات الأخيرة، وعلى ضوء تلك النتائج ستُحدَّد الخطوات التالية، وقد تُسفر عن إغلاق الملف النووي السوري أو اتخاذ إجراءات إضافية في حال ثبوت وجود مخالفات للاتفاقيات الدولية الخاصة بالضمانات النووية.

خلفية: إسرائيل قصفت الموقع في 2007 والنظام السابق ادعى أنه قاعدة عسكرية:

يُذكر أن “إسرائيل” نفذت غارة جوية عام 2007 دمرت من خلالها منشأة في دير الزور، وقالت حينها إنها كانت مفاعلًا نوويًا سريًا قيد الإنشاء. بينما ردّ النظام السوري في عهد بشار الأسد بأن الموقع كان قاعدة عسكرية تقليدية، نافيا أي أنشطة نووية.

وفي عام 2011، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت أن الموقع كان على الأرجح مفاعلًا نوويًا سريًا، ما كان يُعد خرقًا لاتفاق الضمانات بين سوريا والوكالة.

هل يعود الملف النووي السوري إلى الواجهة؟

رغم مرور أكثر من عقد على تدمير الموقع، فإن ظهور أدلة جديدة على وجود يورانيوم معالج بشريًا، يفتح الباب أمام إعادة فتح ملف البرنامج النووي السوري، خاصة في ظل التحولات السياسية الأخيرة ورفع العقوبات الدولية عن سوريا في أغسطس 2025.

وفي حال تأكدت الشبهات، فقد تواجه سوريا مراجعة شاملة من قبل المجتمع الدولي حول مدى التزامها بالاتفاقيات النووية، خصوصًا “اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية” (NPT).

إقرأ أيضاً: سوريا تسجّل مشاركتها الأولى في أولمبياد العلوم النووية بماليزيا

إقرأ أيضاً: قرار إداري يثير القلق: إجازة جماعية لـ80 موظفاً في هيئة الطاقة الذرية السورية

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.