من إدلب إلى الساحل والسويداء.. مسار “الفرقة 82” يثير أسئلة مفتوحة

من شمال غرب سوريا إلى مناطق الجنوب والساحل، يثير فصيل “أنصار التوحيد”، المعروف حاليًا باسم “الفرقة 82”، جدلًا واسعًا حول خلفيته الأيديولوجية ودوره العسكري، خاصة بعد تقارير عن إدماجه ضمن صفوف “الجيش السوري الجديد”.

تأسس الفصيل في آذار/مارس 2018 على يد قادة سابقين من تنظيم “جند الأقصى”، عقب تفكك الأخير نتيجة اقتتال داخلي مع “هيئة تحرير الشام”. وعلى الرغم من غيابه المؤقت، عاد التنظيم إلى الظهور حاملاً إرثًا من الانتماءات المتشددة، وعلاقات سابقة بتنظيم “داعش”، وفق مصادر حقوقية وتقارير إعلامية.

ظهور علني بعد سقوط النظام

في 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، وبعد الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، ظهر مقاتلو التنظيم علنًا في مدينة مصياف وهم يرفعون رايات “داعش”، في مشهد أثار صدمة داخل الأوساط الشعبية والسياسية، لا سيما مع تسريبات حول ضمه إلى التشكيلات العسكرية الجديدة.

بعد ذلك بأيام، وتحديدًا في 23 كانون الأول/ديسمبر، اتُهم عناصر من التنظيم بحرق شجرة عيد الميلاد في بلدة السقيلبية ذات الأغلبية المسيحية، ما أدى إلى احتجاجات شعبية واعتقال المتورطين.

اتهامات بارتكاب انتهاكات

خلال الأشهر التالية، وُجّهت اتهامات للفرقة 82 بالمشاركة في عمليات عسكرية اتسمت بطابع طائفي وانتهاكات بحق المدنيين، أبرزها في الساحل السوري في آذار/مارس 2025، وفي محافظة السويداء في تموز/يوليو من العام نفسه، وهو ما أثار مخاوف من تكرار مشاهد العنف التي ارتبطت بتنظيم “داعش” سابقًا.

من تنظيم متشدد إلى فصيل معترف به؟

التحقيق يسلط الضوء على المسار الذي اتخذه التنظيم منذ نشأته، بدءًا من إرث “جند الأقصى” وعلاقاته مع الفصائل المتشددة، مرورًا بتشكله كفصيل مستقل تحت اسم “أنصار التوحيد”، وانتهاءً بإعادة تسميته إلى “الفرقة 82” وتداول أنباء عن دمجه رسميًا ضمن وزارة الدفاع السورية، التي يقودها مرهف أبو قصرة.

أسئلة بلا إجابات واضحة

يثير هذا المسار أسئلة أساسية حول الدوافع وراء دمج فصيل مثير للجدل ضمن الجيش الجديد، رغم خلفيته المتطرفة وتاريخه الدموي، كما يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع عن تداعيات ذلك على استقرار المناطق، ومستقبل العملية السياسية في سوريا، وأمن المدنيين في مناطق التوتر.

خلفية التنظيم

ترتبط جذور “أنصار التوحيد” بتنظيم “جند الأقصى”، الذي دخل في مواجهات دموية مع فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام” بين عامي 2016 و2017، وصولًا إلى ارتكاب مجزرة بحق نحو 142 مقاتلًا ومدنيًا في منطقة الخزانات قرب خان شيخون، بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وعقب اتفاق مع الفصائل في ذلك الوقت، انتقل عدد من مقاتلي التنظيم إلى مناطق سيطرة “داعش” في الرقة، بينما بقي آخرون في إدلب دون انخراط واضح ضمن تشكيلات المعارضة، قبل أن يعيد بعضهم تنظيم صفوفهم تحت اسم “أنصار التوحيد” في ربيع 2018.

اقرأ أيضاً:التحريض الطائفي يفجر مزيداً من العنف في السويداء

اقرأ أيضاً: تقرير أممي: سوريا قد تتحول إلى قاعدة انطلاق لعمليات داعش والقاعدةالخارجي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.