دهون القلب: العدو الخفي لصحتك – تعرف على الأعراض والمخاطر

لا تتجاهلها: حول القلب – أعراض خفية ومخاطر جسيمة!
غالباً ما تُعتبر دهون القلب، أو الدهون الحشوية المحيطة بالقلب، حالة صحية صامتة وخطيرة في آنٍ واحد. لا تظهر هذه الدهون التي تتراكم حول عضلة القلب والشرايين التاجية أعراضاً واضحة في مراحلها المبكرة، مما يجعلها تهديداً خفياً لصحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، هناك مؤشرات معينة، إذا انتبهنا إليها، قد تكون جرس إنذار لوجود هذه المشكلة المتنامية.

ما هي دهون حول القلب ولماذا هي خطيرة؟
ليست جميعها في الجسم سواء. الدهون النخابية (Epicardial Adipose Tissue – EAT) هي نوع من الدهون الحشوية التي تلتف حول القلب مباشرةً. هذه ليست مجرد مخزن للطاقة؛ بل هي نسيج نشط بيولوجياً يفرز مواد كيميائية التهابية يمكن أن تلحق الضرر بالقلب بشكل مباشر. وقد ربطت الأبحاث المتزايدة بين زيادة دهون القلب وزيادة خطر الإصابة بحالات خطيرة مثل:

أمراض الشريان التاجي: تؤدي إلى تصلب وانسداد الشرايين المغذية للقلب.

الرجفان الأذيني: اضطراب شائع في ضربات القلب.

فشل القلب: ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة.

ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين (مقدمة للسكري من النوع الثاني).

مؤشرات لا يمكن تجاهلها:
نظراً للطبيعة الصامتة لتراكمها على  القلب، لا توجد أعراض “خاصة” بها وحدها. ومع ذلك، فإن الانتباه إلى عوامل الخطر وبعض الأعراض العامة يمكن أن يدفعك لطلب المشورة الطبية. إليك ما يجب أن تراقبه:

زيادة محيط الخصر (البدانة المركزية): تُعدّ هذه العلامة أهم مؤشر غير مباشر. إذا كان محيط خصرك كبيراً (أكثر من 102 سم للرجال و 88 سم للنساء)، فغالباً ما يكون لديك تراكم كبير للدهون الحشوية، ومنها دهون القلب.

ضيق التنفس غير المبرر أو صعوبة في الأنشطة اليومية: هل تجد صعوبة في صعود الدرج أو المشي لمسافات قصيرة كنت تقوم بها بسهولة من قبل؟ قد يشير هذا إلى أن قلبك يبذل جهداً إضافياً.

ألم أو انزعاج في الصدر: لا تتجاهل أبدًا أي ألم أو ضغط في الصدر، خاصة إذا كان ينتشر إلى الذراع، الرقبة، أو الفك. قد يكون هذا مؤشراً على مشكلة في الشرايين التاجية.

التعب الشديد المستمر: الشعور بالإرهاق المستمر حتى بعد الراحة الكافية يمكن أن يكون علامة على أن قلبك لا يعمل بكفاءة.

تورم القدمين والكاحلين (الوذمة): قد يشير هذا إلى احتباس السوائل، والذي قد يكون مرتبطًا بوظائف القلب.

نتائج فحوصات الدم غير الطبيعية: ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية قد يكون علامة على زيادة خطر تراكمها على القلب.

الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو السكري من النوع الثاني: هذه الحالات هي عوامل خطر رئيسية لأمراض القلب، ويزيد وجود دهون القلب من تفاقمها.

الشخير الشديد وانقطاع التنفس أثناء النوم: هناك ارتباط متزايد بين اضطرابات النوم هذه وزيادة دهون القلب.

التشخيص والعلاج: مفتاح الوقاية
للكشف عنها  قد يطلب الطبيب فحوصات تصويرية مثل الموجات فوق الصوتية للقلب (Echocardiogram)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (Cardiac MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب للقلب (Cardiac CT scan)، وهي التقنيات الأكثر دقة لتحديد كميتها حول القلب.

الخبر السار هو أن دهون القلب تستجيب بشكل كبير لتغييرات نمط الحياة. يشمل العلاج والوقاية ما يلي:

فقدان الوزن: حتى فقدان كمية قليلة من الوزن يمكن أن يقلل بشكل كبير من دهون القلب.

النظام الغذائي الصحي: التركيز على الأطعمة الكاملة، الفواكه والخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية منها ، وتقليل السكريات المضافة والدهون المشبعة والمتحولة.

النشاط البدني المنتظم: ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.

إدارة الإجهاد: الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة القلب.

الإقلاع عن التدخين: التدخين يضر بالقلب والأوعية الدموية بشكل مباشر.

إدارة الأمراض المزمنة: السيطرة الجيدة على ضغط الدم، السكري، ومستويات الكوليسترول.

في الختام : لا تدع صمت دهون القلب يخدعك. الانتباه إلى عوامل الخطر والمؤشرات غير المباشرة، واستشارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الوقائية، هو المفتاح للحفاظ على صحة قلبك والوقاية من المضاعفات الخطيرة. صحة قلبك تستحق اهتمامك.

اقرا ايضاً: الجبن على المائدة: متعة صحية أم خطر خفي؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.