هدوء حذر يسيطر على مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان، وذلك بعد سريان وقف إطلاق النار الذي رعته هيئة العمل الفلسطيني المشترك، لإيقاف الاشتباكات التي استمرت لأيام في المخيم بين حركة “فتح” الفلسطينية وتنظيمات إسلامية، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، إضافة لموجات النزوح.
بداية الحكاية
اندلعت السبت الماضي اشتباكات بين عناصر من حركة “فتح”، ومجموعات إسلامية أهمها فصيل “الشباب المسلم”، قتل خلالها 6 فلسطينيين من بينهم القائد الأمني للحركة بصيدا أبو أشرف العرموشي.
وفور بدء المعارك، سعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك لحل الخلافات بين المتقاتلين ومحاولة الدعوة لهدنة لم يستجب لها أحد حتى ظهر الإثنين الماضي، لكن الأمر لم يتجاوز الساعات، لتعود الاشتباكات تقاذف أطرافها الاتهامات بمن خرق الهدنة.
عودة الاشتباك وردود الأفعال
بعد فشل الهدنة، غرقت شوارع المخيم باشتباك مستمر على مدار يومين، خلف موجة نزوح كبيرة نحو المناطق المحيطة حيث بلغ عدد النازحين الألفين بحسب “الأونروا”، إضافة لارتفاع عدد الضحايا لـ 11 قتيلا و60 جريحا.
أكد الجيش اللبناني في بيان له، أن عدد من العسكريين أصيبوا جراء تعرض نقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار إضافة لسقوط قذيفة على أحد المراكز العسكرية، مهدداً بالرد على مصادر النيران.
بدوره قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، في بيان إن توقيت الاشتباكات “مشبوه في الظرف الإقليمي والدولي الراهن”، داعيا إلى احترام سيادة البلاد، مطالباً القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش اللبناني لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية.
واستنكرت الرئاسة الفلسطينية في بيان، أمس الأحد، ما يدور من اشتباكات في مخيم “عين الحلوة”، وأفادت بأن الأحداث الجارية “تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم”، مؤكدة أن “هذا الأمر غير مسموح به، ولن يمر دون محاسبة مرتكبي هذه المجزرة”.
هدنة جديدة
اجتمعت الفصائل الفلسطينية وبعض الأحزاب اللبنانية في صيدا، للتباحث حول وقف إطلاق نار جديد يقوم على، سحب كافة المسلحين وتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات اغتيال قائد “فتح” الأمني، وهو ما تقرر ونُفذ ليل الثلاثاء بإشراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك.
ونقلت وسائل الإعلام أن حالة من الهدوء تسود مخيم عين الحلوة وسط خروق طفيفة لوقف إطلاق النار، وأكد “ميقاتي” ان الجيش اللبناني يقوم بواجبه، وان هناك وقفا جديا لإطلاق النار في عين الحلوة، ولكن جهات خارج الاتفاق تخرقه.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في حركة فتح داخل المخيم نفسه، والذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين، وبموجب اتفاق ضمني يعود إلى سنوات طويلة لا يدخل الجيش اللبناني المخيمات الفلسطينية تاركا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها.