داما بوست | شام مهنا
كثرت الدراسات والأبحاث حول ظاهرة “التولبا” أو ما يعرف بالصديق الوهمي، فهي ظاهرة منتشرة على نطاق واسع وتحديداً عند الأطفال، ولاسيما أنها جسدت في الأفلام والمسلسلات وأنيميشن الأطفال، اعتبرها البعض على أنها موضوع خطير قد يسبب خلل نفسي للشخص المتخيل فيما وجدت من جهة أخرى على أنها أمر طبيعي لعمر الطفل والطفولة للتسلية وإرضاء المخيلة.
وأوضحت اختصاصية الإرشاد النفسي “مريم طلاس” لداما بوست.. “يتميز الطفل بامتلاكه مخيلة واسعة تساعده على رسم أمور تتناسب مع رغباته ومع ما يحب سواء من ألعاب أو من أشخاص وغير ذلك، ومن الطبيعي جداً وجود صديق وهمي للطفل يرافقه في مخيلته إلى حد ما، ولكن قد يشكل هذا الموضوع خطراً إذا سبب عزلة وأثر على سلوكياته وتصرفاته لأن ذلك يدفعه للقيام بأمور لا يدرك مدى خطورتها”.
وأضافت طلاس.. ” لابد من وجود سبب نفسي حقيقي في حال كان الصديق الوهمي للطفل أمر غير طبيعي، فهناك أسباب عديدة تجعله في حالة تخيل دائم وحالة عزلة عن العالم الحقيقي والأصدقاء الواقعيين، منها فقدانه لشخص عزيز عليه أو عدم وجود أخ في البيت أو تعرضه لموقف أبعده عن الواقع ليجد صديقاً خيالياً بمواصفات خاصة به، وإذا كانت هذه الحالة موجودة من عمر 5 سنوات وأكثر فإن ذلك يستدعي لزيارة طبيب نفسي”.
ولفتت طلاس إلى أهمية العائلة ومدى تأثيرها في ملاحظة أي خلل سلوكي عند الطفل، وضرورة متابعة الأطفال وتحديداً في الوقت الحالي بعد انتشار الكثير من الوسائل والطرق التي تروج لألعاب وبرامج تؤثر على تفكير الطفل وتجعله منفصلاً عن الواقع إلى حدٍ ما، ويتعرض الكبار أيضاً لحالات شبيهة أو التحدث مع النفس أو بتخيل وجود شخص آخر وقد يكون ذلك بسبب ضغط الحياة والعمل وربما المشاكل العائلية، فتكون هذه الوسيلة الأنسب للتخلص من مشكلة معينة أو للهروب من الواقع المعاش ولاسيما في فترات الحروب.