لبنان: دخول 150 مقاتلاً أجنبيًا عبر معبر تلكلخ وسط تحذيرات من نشاط إرهابي منسّق

رصدت الأجهزة الأمنية اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية دخول نحو 150 عنصرًا من المقاتلين الأجانب إلى لبنان، وذلك عبر معبر “النعرة” الذي أنشأه الأمن العام السوري مؤخراً، الذي يربط منطقة تلكلخ السورية بوادي خالد في محافظة عكار شمال لبنان.

إقرأ أيضاً: الجيش اللبناني يعلن توقيف قائد تنظيم داعش في البلاد

ووفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن هؤلاء المقاتلين دخلوا في يومي 27 و28 حزيران/يونيو الماضي، مستخدمين هويات سورية مزوّرة يُعتقد أنهم حصلوا عليها بالتنسيق مع جهات داخل السلطات السورية. وقد عمدوا فور وصولهم إلى تغيير ملامحهم الخارجية عبر حلق اللحى واستبدال الملابس، وتوزعوا ضمن مجموعات صغيرة تمركزت في مناطق متعددة، أبرزها مدينة طرابلس وضواحيها، العاصمة بيروت، ومنطقة برج حمود.

يشار إلى أن الهويات المدنية لمئات الآلاف من الضباط والمجندين السوريين هي بحوزة السلطات السورية الجديدة، التي تسلّمتها عقب سقوط نظام بشار الأسد، ما يثير تساؤلات حول إمكانية استخدامها في أغراض أمنية أو عمليات تمويه داخلية وخارجية، وفق مصادر إعلامية مختلفة.

إقرأ أيضاً: دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد: ضوء أخضر أميركي أم استثمار استراتيجي؟

محاولات تخريبية في دمشق… واستهداف للأجانب

في سياق متصل، كشفت مصادر أمنية سورية أنّ السلطات في دمشق كانت قد أوقفت قبل نحو شهرين مجموعة يُشتبه بانتمائها إلى تنظيم “داعش”، كانت تخطط لتنفيذ هجوم واسع على فندق “غولدن المزة”، الذي كان يضم عددًا من الأجانب، بينهم إعلاميون وموظفون في منظمات دولية، فضلاً عن عناصر استخباراتية تحت غطاء دبلوماسي.

كما تم تفكيك خلية أخرى كانت تُعدّ لتفجير في مقام السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، قبل أن يبلغ التصعيد ذروته في الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث فتح مسلّح النار على المصلّين قبل أن يفجّر نفسه، ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والجرحى.

وقالت صحيفة الأخبار إنه بالرغم من إعلان السلطات السورية أنّ منفّذ الهجوم ينتمي إلى تنظيم “داعش”، إلا أنّ مصادر أمنية لبنانية وإقليمية شكّكت في الرواية الرسمية، مشيرة إلى أن بعض المجموعات المسلحة التي رافقت حكومة أحمد الشرع إلى دمشق بدأت تتحرك ميدانياً خارج الإطار المؤسساتي للدولة.
وبحسب الصحيفة، ذهب بعض المراقبين إلى حدّ اتهام السلطة الجديدة في سوريا باستخدام هذه العناصر لترويع خصومها في الداخل والخارج.

في لبنان، تصاعدت التحذيرات الأمنية بعد رصد دخول المقاتلين الأجانب، وسط مخاوف جدية من تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مواقع دينية مسيحية أو مجالس عاشورائية.

وسُجّلت تساؤلات حادة داخل الأوساط الأمنية والسياسية اللبنانية حول كيفية تمكّن هؤلاء العناصر من دخول البلاد دون اعتراض مباشر، فضلًا عن الغموض المحيط بأماكن وجودهم ومهامهم داخل لبنان، وفق ما ذكرت صحيفة الأخبار.

إقرأ أيضاً: الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا: من الجهاد إلى التكيّف العسكري

موساد يتخفّى بغطاء “داعش” لتجنيد سوريين في لبنان
وفي تطوّر لافت، أكّد مصدر أمني لصحيفة الأخبار أن الخلية التي تم توقيفها في محلة برج البراجنة منذ أيام، وتضم سبعة سوريين، اتّضح أنّ متزعّمها يشتبه في تعامله مع الموساد الإسرائيلي بشكل مباشر، فيما بقية أعضاء الخليّة يعملون معه على أنه قيادي في داعش.

ولفتت المصادر إلى وجود جوّ عام في البلاد حذر حيال قيام مجموعات إرهابية بأعمال أمنيّة متنقّلة، لكن حتى الساعة، وبحسب اعترافات خليّة برج البراجنة، وغيرها من الموقوفين بشكل منفرد، تبيّن أنّ المهام الموكلة إليهم لم تتخطَّ مرحلة التصوير وجمع المعلومات.

وأشارت المصادر إلى وجود عدد من العناصر السوريين الذين يعتقدون أنهم يعملون لدى “أمير داعشي”، فيما هم في الحقيقة يعملون تحت إمرة عميل للموساد من دون علمهم، ما يعني انتقال الموساد في عمله من مستوى تجنيد القادة والزعماء، إلى تجنيد العناصر على الأرض.

إقرأ أيضاً: عودة داعش إلى الواجهة في سوريا: تجنيد وتسلّح وتحركات إقليمية مقلقة

الجيش اللبناني: توقيفات ومراقبة مشددة للحدود
وفي إطار الإجراءات الوقائية، أعلن الجيش اللبناني أنه أوقف خلال الأسبوع الماضي 67 سوريًا لمحاولتهم دخول الأراضي اللبنانية خلسة. وأكد بيان الجيش استمرار التواصل مع الجانب السوري لضبط الحدود، مع تكثيف الدوريات وإقامة نقاط مراقبة.

وختم البيان بالدعوة إلى توخّي الدقة في نشر الأخبار المتعلقة بالحدود، والعودة إلى المصادر الرسمية لتفادي إثارة الهلع أو البلبلة في الداخل اللبناني، وأتى ذلك فيما انتشرت معلومات عن تحشّدات عسكرية تنفذّها الفصائل المسلحة التابعة لوزارة الدفاع السورية عند الحدود مع لبنان.

 

إقرأ أيضاً: داعش يعود من البادية.. مخطط لضرب مدن سورية كبرى وانطلاقة من قلب حمص!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.