داما بوست | إدلب | جعفر مشهدية
شهدت مناطق عدّة في ريفيّ حلب وإدلب في الأيام الأخيرة، مُظـ.ـاهرات غاضـبة ضدّ “هيئة تحـريـر الشّـام” (النُّصـرة سابقاً) وزعيمها أبو محمد الجـولاني، وذلك ردّاً على انتهـ.ـاكات عناصر “هتـ.ـش” بحقّ المدنيين.
وبحسب جهات إعلامية، فإنّ المُظـ.ـاهـرات الشّعبية طالت صوران والباب واعزاز في ريف حلب، الخاضع لسيطرة ميلـ.ـيشيـا الجيش الوطني، وفي سلقين وكفرتخاريم ومُخيّمات دير حسان وأطمة وتجمُّع الكرامة بريف إدلب الخاضع لسيّطرة “الهيئة”، وفي دير حسّان التي تُعد أبرز معاقل حزب التّحـرير الإسلامي شمالي الرّيف الإدلبي.
وبدأت قبل نحو الشّهرين التّظـ.ـاهرات المُناوئة لتصُّرفات “الهيئة”، وزادت حدّتها ليلة عيد الأضحى، حيث نظم الأهالي خيمة اعتصام في سرمدا بريف إدلب مُطالبين بتحرير المُعـ.ـتقلين، إلّا أنّ عناصر “هتـ.ـش” فضّـوا الاعتـ.ـصام واعدين الأهالي بإطلاق سراح ذويّهم.
وبعد يأس الأهالي من وعود “هتـ.ـش” عادت التظـ.ـاهُرات ضدّ القبضة الأمنية لعناصر “الهيئة”، ومن جملة ما هتف به الأهالي “سمّع صوتك للشّبيـ.ـحة، سمّع صوتك للأمنية، كلهم شلّة حرامية”، و” كبّري كبّري عالجـ.ـولاني وحاشيته، والقحطاني وأمنيته”، مع حرق أعلام “الهيئة” وصور “الجـ.ـولاني” ورفع لافتات مثل “يسقط الجـ.ـولاني العميل”.
وأظهر الحراك الشّعبي ضدّ مُمارسات عناصر “هـ.ـتش” فيما يخصّ السّـرقات والاعتـ.ـقالات والاعتـ.ـداء على المدنيين، انفضاض الأهالي عن “الهيئة” من جهة، وزيف الرّواية التي يُروّج لها قادة التنـ.ـظّيم الإرهـ.ـابي والدّاعمين له خارج سوريا، عن كونه فصيلاً مُعارضاً سلمياً، يسعى إلى الحريّة والاستقرار من جهة أُخرى.
بدوره أوضح الباحث السياسي كمال الجفا لـ “داما بوست” أن “المظاهرات ناتجة عن الاستفزازات وتردي الوضع الاقتصادي وزيادة القبضة الأمنية وهيمنة عناصر الهيئة على جميع المقدرات إضافة إلى اعتقال أعداد كبيرة من التيارات المنـاوئة للهيئة وترافق ذلك مع ضغوطات خارجية، والحديث هنا عن تغير الرؤية التركية لما يجري في شمالي سوريا ما أدى إلى انفجـ.ـار الصـراعات واتجاهها نحو التوسع في المناطق التي كانت معاقل أساسية للهيئة، وهنا نقول ان الهيئة بدأت تفقد حاضنتها الشعبية وأي معارك مستقبلية في أي جبهة ستكون الهيئة بلا حاضنة”.
وتزامن تحرّك الأهالي في أرياف حلب وإدلب، مع العمليّة العسكريّة المحدودة التي أطلقها الجيش العربي السّوري وحليفه الجيش الرّوسي، ردّاً على استفزاز الجمـاعات الإرهـ.ـابيّة في المناطق المذكورة وخرقها اتفاق مناطق خفض التصعيد المُنضوي في إطار مسار أستانا الخاص بسوريا، الذي أُجريت آخر جلساته نهاية حزيران الماضي بعد 20 جولة من المُباحثات ضمّتها العاصمة الكازاخية، على مدار 6 سنوات برعاية روسيّة إيرانيّة وتركيّة.
وأفاد بيان وزارة الدّفاع بأنه “ردّاً على الاعتـ.ـداءات اليوميّة المُتكرّرة التي تُنفذها التّنظيمات الإرهـ.ـابية على المدنيين في المناطق السّكنية الآمنة في ريف حماة، نفّذت قواتنا المُسـ.ـلحة بالتّعاون مع القوّات الرّوسية الصّديقة ضربات جويّة وصار وخيّة دقيقة ونوعيّة استهدفت من خلالها المقرات المُحصّنة للتّنـ.ـظيمات الإرهـ.ـابيّة في منطقة جبل الأربعين في ريف إدلب بما فيها من أسـ.ـلحة وذخـ.ـائر وأدوات توجيه وطائرات مُسيّرة استطلاعيّة وضاربة ومعدّات تنصُّت وتشويش”.
وتابع البيان: “أدّت هذه الضربات إلى تدمير المقرّات الإرهـ.ـابيّة بالكامل ومقتل وإصابة عشرات الإرهـ.ـابيين، عرف منهم مُتـ.ـزعمو تلك المجموعات وهم (أبو كرمو مورك، داوود محمد، أبو سيف مصطفى السّاحلي، حيدرة محمود الغاب، أبو البراء أبين، أبو سيفو الحموي، أبو مُجاهد ربيع الغاب، أبو الزبير سرجي، رضوان ريحان، عبد الحميد عكل، أبو أحمد شيخ سنديان)”.
وشرح “الجفا” في مستهل حديثه: “ما أجراه الجيش وحلفاؤه هو عملية تسخين جاءت نتيجة التراكمات الناتجة عن الاعتـ.ـداءات التي ارتكبتها الهيئة ضد المناطق الأمنة وزيادة الاستهداف للجيش والردود لم تأت من فراغ بل جاءت في سياق إعادة رسم خرائط المنطقة وكانت قاسية إلا أنها أولية لتطبيق ما لم يتم تطبيقه خلال السنوات السابقة”.
يُذكر أن مُنظّمة “الخُـوذ البيضاء” الإرهـ.ـابيّة وأشباهها من الجمعيّات التي تدّعي العمل الإغاثي، تُروّج لمجـ.ـزرة ارتكبها الجيشان الرّوسي والسّوري في سوق الخُضار بجسر الشّغور، مُحاولين الاستمرار في سلسلة أكاذيبهم وافتراءاتهم ضد الجيش السّوري وحُلفائه، لتجييش الوضع الدّولي ضد دمشق، تارة بمزاعم الكيميائي، وتارة لالتّرويج لمجـ.ـازر لم تحصل.
المقال التالي