داما بوست _ كاترين الطاس| استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بعدة صواريخ، مما أسفر عن استشهاد 13 شخصاً بينهم 7 عسكريين إيرانيين إلى جانب 6 من المواطنين السوريين.. الأمر الذي علّق عليه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأنه “لن يمر دون رد”.
بدوره، قال السفير الإيراني لدى سوريا حسين أكبري، إن رد طهران سيكون “قاسياً”.. أما وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان فقد أكد بأن واشنطن تتحمل مسؤولية العدوان على القنصلية الإيرانية.
الكاتب والباحث في العلاقات الدولية “محمد العمري” أكد في حديث خاص لـ “داما بوست”، بأن المنطقة قد تكون دخلت مرحلة اللاعودة بعد استهداف قوات الاحتلال للسفارة الإيرانية في دمشق ومقر القنصلية الملاصق لها واغتيال العميد محمد رضا زاهدي وعدد من القيادات الفاعلة في فيلق القدس والتي كان لها دوراً بارزاً على الساحتين اللبنانية والسورية.
وقال العمري: “هذا العدوان هو تطور خطير، وربما قد لا يكون فقط تجاوز لقواعد الاشتباك والخطوط الحمراء بل هو أكثر من ذلك، لأن إسرائيل في هذا العدوان وجهت ضربة مباشر للجمهورية الإسلامية الإيرانية كون القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961في موادها من 31حتى 38، تنص إلى جانب الحصانات المتفق عليها للدبلوماسيين والمقرات الدبلوماسي، فإنها تنص أيضاً على إن هذه المقرات هي تشكل جزءاً من سيادة وأرض الدول صاحبة المقرات الدبلوماسية، وبالتالي فإن السفارة الإيرانية في دمشق تعد امتداداً للأراضي الإيرانية، لذلك يمكن القول بأن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء”.
أما عن رد إيران المتوقع، فقد أوضح العمري بأن هناك عدة احتمالات وسيناريوهات للرد، منها ما هو مباشر واستراتيجي وهناك ما هو غير مباشر وتكتيكي، ولكن قرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون هادئاً وإستراتيجياً يتخذ ضمن ميزان من الذهب.
وتابع: “هذا العدوان لن يمر مرور الكرام بالنسبة لإيران وسيكون هناك رد حتمي، ولاسيما السكوت عنه أو تأخير الرد سيدفع إسرائيل لارتكاب المزيد من الحماقات، الأمر الذي يضعنا أمام عدة سيناريوهات للرد، من بينها الرد العسكري الإيراني المباشر على قوات الاحتلال الإسرائيلي وهو ما قد يستغله نتنياهو للقيام برد مضاد وتوسعة رقعة الصراع، وقد يكون الرد على عودة تفعيل استهداف القواعد الأمريكية في الجغرافية السورية ولاسيما مع إعلان وسائل إعلام عبرية أن العدوان تم بعد تنسيق وإخطار لواشنطن، وقد يكون من خلال إحدى جبهات التحالف محور المقاومة”.
ولاقى العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق إدانات عربية ودولية واسعة، لما فيه من انتهاك للقوانين الدولية التي تكفل سيادة الدول وسلامة أراضيها، وكونه يشكل خرقاً لكافة القوانين والحصانات الدبلوماسية الدولية الداعية لحماية وصون البعثات الدبلوماسية والقنصلية.