اليابان تراهن على المستقبل: 1.6 مليار دولار لسباق الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات!
طوكيو تطلق استراتيجية جديدة ومستدامة لترسيخ مكانتها كقوة عظمى في قطاع التقنيات المتقدمة. في خطوة تؤكد التزامها بالمنافسة العالمية، أعلنت اليابان عن تخصيص نحو 252.5 مليار ين (ما يعادل 1.6 مليار دولار) ضمن ميزانية إضافية ضخمة. الهدف؟ تسريع وتيرة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وصناعة أشباه الموصلات الحيوية.
استقرار التمويل بدلاً من الدفعات المفاجئة
على الرغم من أن هذا المبلغ أقل بكثير من الدعم الهائل الذي قُدم العام الماضي (نحو 1.5 تريليون ين)، إلا أن الرسالة واضحة: الحكومة اليابانية تتجه نحو استراتيجية تمويل أكثر استقراراً ودواماً. سيتم دمج معظم مخصصات الدعم الإضافي لهذه القطاعات ضمن الميزانيات الدورية القادمة، مما يضمن تدفقاً ثابتاً وموثوقاً للدعم، بعيداً عن تقلبات الميزانيات التكميلية.
البرلمان يوافق و”ساناي تاكايتشي” تمضي قدماً
بعد الحصول على موافقة حكومة رئيس الوزراء ساناي تاكايتشي، يتجه المشروع الآن نحو البرلمان للموافقة النهائية. وبفضل الأغلبية التي يتمتع بها الائتلاف الحاكم حالياً، من المتوقع أن تمر هذه الخطوة بسلاسة، لتضع التمويل حيز التنفيذ.
خمسة تريليونات ين: ضخ استثماري منذ 2021
هذا الاستثمار الجديد يأتي استكمالاً لسلسلة من الاستثمارات الضخمة التي بدأتها اليابان منذ عام 2021 بهدف إحياء صناعة أشباه الموصلات. لقد تجاوزت المخصصات حتى الآن 5.7 تريليون ين، ووجهت لتمويل مشاريع رائدة مثل شركة رابيدوس “Rapidus” المحلية، ومصانع تايوان لتصنيع أشباه الموصلات “TSMC” في كوماموتو، ومصنع ميكرون “Micron” في هيروشيما.
بالإضافة إلى ذلك، تضخ الوزارة 100 مليار ين لتعزيز رأس مال شركة نيبون للتأمين على الصادرات والاستثمار، لتلعب دوراً محورياً في تنفيذ برنامج استثماري بقيمة 550 مليار دولار ضمن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة واليابان.
الأمن الاقتصادي في مواجهة الاعتماد على الصين
الاستراتيجية لا تقتصر على الرقائق والذكاء الاصطناعي. تسعى طوكيو لتأمين 93.7 مليار ين لدعم الشركات الخاصة في تأمين المعادن النادرة وزيادة المخزون الوطني منها. هذه الخطوة تأتي ضمن جهود حثيثة لـ تقليل الاعتماد على الصين وتأمين سلسلة الإمداد للموارد الحيوية، مما يعزز الأمن الاقتصادي للدولة على المدى الطويل.