داما بوست _ علي محمود سليمان| فرضت التنظيمات الإرهابية المسلحة حظراً للتجول في مدينة حلب يوم أمس السبت، بدأ في الساعة الخامسة مساء، وذلك عقب دخولها المدينة وسط رفض شعبي من أهالي حلب لتواجد المسلحين الإرهابيين في أحياء وشوارع المدينة.
ولكن ونتيجة الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة حلب ومنها فرض حظر التجول، ومع تزايد مخاوف الأهالي من انقطاع المواد الغذائية عنهم، فقد شهدت الأسواق والمحال في مدينة حلب إقبالاً كبيراً للتزود بالمواد الأساسية.
شبكة “داما بوست” تواصلت مع عدد من الأهالي والأكاديميين والمختصين للاطلاع على واقع الأوضاع المعيشية في مدينة حلب، وقد أوضحوا بأن أسواق المدينة بدأت تشهد نقصاً في معظم المواد الغذائية التي نفذت تقريباً من المحلات يوم أمس، كما أن بعض الأسواق أغلقت بشكل نهائي.
أما بالنسبة للخضار والفواكه فإن المحلات والبسطات تبيع ما تبقى لديها وستغلق قريباً، نتيجة الإقبال الكبير على تخزين الخضار والفواكه، وعدم وصول كميات إضافية للمحلات والبسطات في مدينة حلب.
مصادر المعلومات من مدينة حلب فضلوا عدم ذكر أسمائهم وذلك من باب الحيطة والحذر كون المسلحين الإرهابيين يقومون بملاحقة كل من يتحدث عن الوضع داخل مدينة حلب، ويقومون بتفتيش الموبايلات بحثاً عن أي معلومة يتم تسريبها.
وعليه فإن المعلومات التي جمعتها شبكة “داما بوست” متعددة المصادر من سكان محليين وأصحاب محلات وتجار ودكاترة جامعات وقد أجمعوا على أن الوضع المعيشي والخدمي يتجه إلى التردي بشكل متسارع نتيجة الحظر المفروض على المدينة، وقطع الطرقات الرئيسية فيها، مع انتشار للقناصين من المسلحين الإرهابيين على المناطق الحدودية للمدينة.
سوء الخدمات الرئيسية
كما أن هناك حالات ازدحام على الأفران التي ما تزال تعمل مع بدء حدوث نقص كبير في كميات الخبز المتوفر، وعدم قدرة بعض الأفران على الاستمرار في العمل لعدم وصول الدقيق والمازوت إليها، وهو ما سيكون حال باقي الأفران التي ما تزال تعمل حالياً.
وبالنسبة للمياه فهناك مخاوف من انقطاع المياه عن السكان، وذلك لعدم قدرة العمال على الوصول إلى مؤسسة المياه لتعبة الخزانات وضخ المياه، حيث أن كافة المؤسسات الحكومية مغلقة حالياً، وأشار المتحدثون إلى أن المياه وصلت لبعض الأحياء لمدة ساعتين وانقطعت في أحياء أخرى وخاصة في الأحياء الغربية من المدينة التي تتغدى من خزان تشرين الذي فرغ، فيما ما يزال هناك ضخ للمياه في بعض الأحياء الشرقية والأشرفية باعتبار أنها تتغذى من مضخات وخزانات غير خزان تشرين.
فيما شهدت محطات الوقود إقبالاً كثيفاً لتعبئة مادة البنزين، وقد استغل بعض أصحاب المحطات الوضع المتأزم في مدينة حلب وباعوا ليتر البنزين بأسعار مرتفعة وصلت لأكثر من 22 ألف لليتر الواحد، كما أن البيع يتم دون كميات محددة، وهناك مخاوف من انقطاع مادة البنزين في حال قيام أصحاب محطات الوقود ببيع كل المتوفر من المخزون لديها، وعدم وصول الإمدادات.
وفيما يتعلق بالكهرباء فهي متوفرة في بعض الأحياء بينما تشهد أحياء أخرى انقطاع كامل للتيار الكهربائي، مع عدم إمكانية إجراء أي صيانة للأعطال الحالية.
خلية حكومية
وفي إطار متابعة واقع ما يجري في محافظة حلب فقد تم تشكيل خلية عمل وزارية برئاسة الدكتور محمد الجلالي رئيس مجلس الوزراء، وهي في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات الميدانية واتخاذ ما يلزم لضمان أمن وسلامة الإخوة المواطنين وتقديم الخدمات لهم على النحو الأفضل.
وجرى خلال الاجتماع بحث السبل الممكنة للاستمرار بتقديم الخدمات للإخوة المواطنين في المحافظة وفي كل المحافظات السورية في ضوء وصول المجموعات الإرهابية إلى بعض الدوائر الحكومية والخدمية في محافظة حلب وترهيب العاملين فيها ومنعهم من الاستمرار بتقديم الخدمات للإخوة المواطنين.
اقرأ أيضاً: الجيش السوري يواصل التصدي للهجوم الإرهابي الكبير في ريفي حلب وإدلب