أكدت صحيفة الأخبار اللبنانية أن النقاش بدأ داخل الكيان الصهيوني حول الحرب في لبنان وراح يأخذ طابعاً نقدياً، انطلاقاً من اعتقاد كثيرين بأن جيش الاحتلال حقق زاعماً “إنجازات كبيرة بضرب الهيئة القيادية لحزب الله وتدمير منشآته على الحدود”، وبالتالي على الحكومة الإسرائيلية التوصل إلى تسوية سياسية.
وأوضحت الصحيفة أن النقاش لا ينفصل حول التسوية عن التطورات الميدانية، إذ يزداد القلق من تعافي حزب الله، وقدرته على تحقيق ضربات تؤدي الى تآكل المنجزات والغرق في الوحل اللبناني.
وأشارت أورنا مزراحي، من “معهد دراسات الأمن القومي” إلى أنه لا ينبغي لـ “إسرائيل” أن تتخلى عن قوات اليونيفل طالما لم يتم الاتفاق على قوات أخرى، والعمل بالقرار 1701 كأساس لأيّ اتفاق نظراً إلى التزام لبنان به كأساس لعمليات اليونيفل، وفي الوقت نفسه، لا بد من آلية فعّالة لإنفاذ القرار 1701 جزئياً من خلال تعزيز قدرات اليونيفل.
مزراحي قالت أيضاً: ” إن انتشار الجيش اللبناني يجب أن يكون مرتبطاً بوجود آلية للإشراف على الأفراد المنتشرين في جنوب لبنان لضمان عدم نشر أيٍّ من العناصر التابعة لحزب الله ومراقبة المعدات والأسلحة التي يتم تزويده بها عن كثب.”
فيما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن جيش الاحتلال يقوم بتوسيع العملية البرية لأن الهدف جعل حزب الله والحكومة اللبنانية والوسطاء، من الولايات المتحدة إلى روسيا، يأخذون بشروط مواتية لإسرائيل.
لكن السياق العملياتي يبدو مختلفاً بحسب تقرير لـ “يديعوت أحرونوت”، يشير إلى أنه “بعد شهر من المواجهة البرية، لم تنجح خمس فرق عسكرية إسرائيلية مع لواء احتياط في التقدم والتمركز في الجنوب اللبناني.
وقالت الصحيفة العبرية: “الحديث يدور حول أكثر من خمسين ألف جندي، أي ثلاثة أضعاف الجنود الذين شاركوا في حرب تموز 2006، ورغم القوة النارية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي واستعماله سلاح الجو، فقد فشل في احتلال ولو قرية واحدة في الجنوب اللبناني.”
وعزت الفشل الى “نجاعة التكتيك الميداني الذكي الذي ينتهجه حزب الله، ويقوم على تتبع مجريات الحرب على عدد من خطوط الدفاع التي تشمل خطوطاً ثابتة وأخرى متحركة ومجهزة بشتى أنواع القذائف التي تقنص المدرعات والدبابات والجنود الإسرائيليين بشكل دقيق، كما أن حزب الله يستخدم تقنية الاختفاء، حيث لا يرصد الجيش الإسرائيلي في الغالب مصادر النار التي تفاجئه، وتفشل خططه في التقدم حتى الآن، كما أن سلاح الجو الإسرائيلي لا ينفع مع قوات متخفية في مناطق صعبة جغرافياً، لذلك يلجأ إلى ضرب البنى التحتية والمدنيين.”
وأشارت الصحيفة إلى أن “فشل الجيش الإسرائيلي في التقدم ناجم عن صعوبة رسم خريطة دقيقة لتمركز قوات حزب الله، حيث يفاجأ عند كل تقدم بكثافة نارية رهيبة، وما يزيد من خطورة التقدم، المسيّرات الصغيرة التي لا يمكن مواجهتها.”
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع العقيد احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي جاك نيريا، وهو ضابط استخبارات من أصل لبناني عمل في ملفات لبنان منذ عام 1978، يلفت نيريا إلى أن مقاتلي حزب الله يسمحون للجيش الإسرائيلي بالتقدم تمهيداً لمهاجمته وإيقاعه في كمائن، وهذا أسوأ سيناريو تتعرّض له القوات الإسرائيلية بما فيها قوات النخبة مثل غولاني وباقي قوات الكوماندوس.
وأضاف نيريا أن “كلفة أيّ تقدم للجيش الإسرائيلي وخاصة البشرية منها ستكون مرتفعة وربما أكثر من حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي طوال الحروب التي خاضها منذ أواخر الأربعينيّات حتى طوفان الأقصى، لذلك، سيدخل الجيش الإسرائيلي في مأزق حربي إذا ما تقدم وسيكون أمام سيناريو رهيب.”