بطل جمهورية بكمال الأجسام يوجه عبر “داما بوست” نصائح للراغبين ببناء عضلاتهم بعيداً عن “البروتين”
داما بوست-عمار ابراهيم| شهدت المحافظات السورية خلال الأعوام الماضية تسجيل عدة حالات وفاة لشبان أقدموا على تناول المكملات الغذائية، وما يعرف بالبروتين بين أوساط لاعبي رياضة كمال الأجسام.
وكانت آخر تلك الحالات العام الماضي، حيث اهتزت محافظة اللاذقية على خبر وفاة شابين شقيقين وهما المحامي “نوار” والمهندس “كرم” زيدان لأسباب تتعلق بمتممات غذائية، وأخرى تتحدث عن مرض متلازمة “غيلان باريه”.
وبحسب عضو مجلس مدينة اللاذقية “مأمون زيدان” الذي يكون أيضاً عمّ الشابين، فقد تبين حينها أن وفاة الشقيقين ناجمة عن تناولهما متمماً غذائياً “بروتين” مزوراً باسم شركة شهيرة، مبيناً أنه “عند إسعاف الشاب نوار إلى مشفى تشرين تم إجراء كافة الفحوصات والتحاليل اللازمة، وتبيّن أن لديه أعراض الإصابة بمتلازمة “غيلان باريه” بشلل أعصاب ويتم علاجه عن طريق البلازما، ولكن للأسف لم يستجب للعلاج”.
وتابع “زيدان” “بعد حوالي 30 يوماً تعرض شقيق “نوار” (كرم) لـ “كريب” وتم إسعافه لمشفى خاص، وبعد تخطيط الأعصاب تم البت بأنها عوارض “غيلان باريه”، وتم البدء بالعلاج بالبلازما، وبدأت حالته بالتراجع، ليؤكد أحد الأطباء المختصين بعد علمه بوفاة أخيه بنفس المرض أن المرض لا يعدي ولا بد من استقصاء ما تناولاه من مأكولات أو أي شيء قد يسبب تسمماً غذائياً في الدم، وتبين أن الشاب تناول المتمم الذي تناوله شقيقه قبل فترة من نفس العبوة.
وللاطلاع على جوانب هذا الموضوع، التقت شبكة “داما بوست” بالمدرب الرياضي وبطل الجمهورية ببناء الأجسام، “بهاء الحسن”، الذي تحدث عن بعض تفاصيل هذه المتممات، وأهمية التأكد من مصادر البروتين التي يشتريها بعض اللاعبين.
وقال بهاء إن كلمة “البروتين” تتردد كثيراً إلى مسامع معظم الشباب الراغبين في ارتياد نوادي بناء الأجسام، وبشكل خاص خلال فصل الصيف، والتي غالباً ما تشير إلى المتممات الغذائية الصناعية.
ويقصد بالبروتين أنواع “المتممات” التي تباع على شكل حبيبات شبيهة بالدواء، وشكل آخر على شكل بودرة، يتم تناولها بمواعيد محددة قبل وبعد دخول النادي، مع التحذير الدائم من المدربين بعدم تناولها عبثياً للخطر الكبير المحدق بذلك أحياناً، وفق المدرب.
وتابع “الحسن” الذي يشرف على تدريب عشرات اللاعبين أنه” تنتشر حالياً بين أوساط اللاعبين الكثير من أصناف البروتينات مجهولة المصدر التي يتم تناولها دون التأكد من سلامتها الصحية وهو الخطأ الذي نقوم بتحذير لاعبينا منه”.
وبين المدرب لـ “داما بوست” أنه “يتم تناول البروتين بهدف تضخيم العضلات بوقت سريع، وهذا ما يمكن تعويضه عبر تناول الطعام الصحي الشامل المفيد للعضلات، إلا أن البعض يرغب بكسب حجم عضلة كبير خلال فترة زمنية قصيرة”.
وأضاف المدرب الحاصل على بطولات على مستوى الجمهورية ببناء الأجسام “أطلب من جميع اللاعبين عدم شراء المتممات إلا من مصادر موثوقة، وتجنب تلك المهربة التي لا يعلم مصدرها الحقيقي، حفاظاً على سلامتهم، فالرياضة تهدف للحفاظ على الصحة لا تدميرها”.
اقرأ أيضاً: مدرّب رياضة يكشف لـ داما بوست مفاتيح استخدام المكملات الغذائية
وأوضح “الحسن” أن هناك مصادر طبيعية للحصول على البروتين، مثل البيضة التي تحتوي (6 غرامات)، وحفنة من المكسرات (4-7 غرامات)، كوب حليب (8 غرامات)، والدجاج المطبوخ، كما أن الأسماك وخصوصاً سمك التونا والسلمون، تحتوي الأسماك على كمية كبيرة من البروتينات، ويستعاض عنها بتناول التونا المعلبة والسردين نظراً لارتفاع أسعارها.
ولفت “الحسن” إلى أنه “لا يجب الاعتماد على هذه المواد الغذائية فقط، بل يجب أن تحتوي الوجبات على الخضار والفواكه المتنوعة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة 2-3 أيام أسبوعياً، مع عدم إهمال وقت الراحة، إذ يحتاج الجسم إلى النوم والراحة أيضاً لتنمو العضلات أثناءها، ومن أكبر الأخطاء التي يقع بها بعض الشباب هو إجهاد العضلات وتكثيف التمارين ما يأتي بنتائج عكسية على العضلات”.
يشار إلى أنه في العام 2018، أصدرت مجموعة “كلين لايبل بروجيكت” (Clean Label Project) غير الربحية تقريرا عن السموم في مساحيق البروتين. وفحص الباحثون 134 منتجاً بحثاً عن 130 نوعا من السموم ووجدوا أن العديد من مساحيق البروتين تحتوي على معادن ثقيلة (الرصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق)، و”بيسفينول إيه” الذي يستخدم في صناعة البلاستيك.
وينصح مختصون بعدم تناول مسحوق البروتين إلا تحت الإشراف الطبي، وإلا قد تتعب الكلى وينتهي المطاف إلى كرش صغيرة تظهر فجأة عوضاً عن العضلات.