داما بوست- عمار إبراهيم| يتجه الكثيرون في سوريا إلى النوادي الرياضية في أوقات الفراغ لعدة أسباب، فمنهم من يعتبر الرياضة أسلوب حياة لا يمكنه الاستغناء عنه، وبعضهم الآخر للحصول على جسم رياضي وعضلات مفتولة، بينما يجد آخرون راحة نفسية لتفريغ ضغوط الحياة اليومية.
ولا يقتصر ارتياد النوادي الرياضية على فئة محددة من السكان، إذ باتت معظم النوادي تقسم أوقات العمل لتلبي معظم شرائح المجتمع، من النساء الراغبات بإنقاص الوزن، أو الشبان وحتى الأطفال الذين يقوم ذويهم بتسجيلهم لتعلم بعض الرياضات مثل الكاراتيه والجودو.
وكانت أسعار الاشتراكات في تلك النوادي مقبولة إلى حد ما منذ عدة سنوات وبقيت ضمن القدرة المالية لمعظم مرتاديها، لكنها بدأت تأخذ بالارتفاع حتى وصلت أرقاماً قياسية مع استمرار دائم برفعها بلا حسيب أو رقيب، مع عدم اتباعها شروط السلامة والمعايير الواجب توافرها.
وسجلت النوادي الرياضية في مدينة ارتفاعاً كبيراً في أسعار الاشتراكات الشهرية وأجور التدريب، تزامناً مع ارتفاع التضخم في البلاد وانخفاض القدرة الشرائية، وهي ارتفاعات تختلف بين درجة الرفاهية وحداثة الآلات.
اقرأ أيضاً: أسعار الاشتراك بالأندية الرياضية تحلق.. والاتحاد الرياضي: لاعلاقة لنا بالأسعار
وقبل الخوض في تفاصيل تلك الأجور والارتفاعات في أسعار الاشتراكات، لا بد من الإشارة إلى أن الحديث يدور عن حمص التي تعتبر من أرخص المحافظات السورية كما هو معروف، وبكل مستلزمات الحياة بشكل عام، إذ تبلغ الأرقام المذكورة فيها أضعافاً في العاصمة دمشق أو المدن الأخرى.
وتراوحت أسعار الاشتراكات في نوادي كمال الأجسام بحسب جولة لشبكة “داما بوست” في بعض أحياء المدينة بين 75 و200 ألف ليرة، ويعود التفاوت فيها إلى درجة الرفاهية والخدمات والرسوم الإضافية المترتبة على تعيين مدرب خاص لمتابعة اللاعب.
وبلغت تكلفة التسجيل في أحد نوادي الأحياء الشعبية 75 ألف كما في المهاجرين والعباسية والسبيل وطريق زيدل، بينما بلغت الضعف في عكرمة والوعر والدبلان والحمرا، ووصلت أكثر من 200 ألف ليرة، وهو ما يعادل نصف راتب موظف تقريباً.
وقال دانيال (موظف) خلال حديثه لشبكة “داما بوست”:”سجلت في ناد خاص قرب حي المهاجرين بمبلغ شهري قدره 35 ألف ليرة العام الماضي، لكن مالكي النادي رفعوا الأجرة تدريجياً حتى وصلت 100 ألف ليرة، ما دفعني لإلغاء التسجيل نظراً لضعف مدخولي الشهري وسط تكاليف الحياة الكبيرة”.
وأضاف شاب آخر: “ألعب في رياضة كمال الأجسام منذ عدة سنوات وأصبحت روتيناً يومياً، لكن غلاء الاشتراكات كلّ شهر أرغمني على التنقل بين النوادي رخيصة السعر التي لا تتجاوز 75 ألف، كوني أعمل في محل وأجرتي الشهرية قليلة نسبياً”.
من جهته، ، قال مدرب كمال الأجسام بهاء الحسن لـ “داما بوست” إن “تصنيف النوادي مادياً يعود بحسب خدماتها بالدرجة الأولى، والمقصود هنا من حيث كادر المدربين وخبرتهم والاهتمام والنظافة وتوفر المياه والكهرباء والخزانات الخاصة وغيرها”.
اقرأ أيضاً: مدرّب رياضة يكشف لـ داما بوست مفاتيح استخدام المكملات الغذائية
مضيفاً أن: “خبرة المدربين تلعب عاملاً رئيسياً في تحديد الأجرة أيضاً، فالبعض يفتتح نواد رياضية رغم عدم توفر خبرة التدريب، بينما تعد شهرة المدرب والمراكز الحائز عليها في اللعبة سبباً هاما لزيادة عدد اللاعبين بين ناد وآخر”.
وأشار “الحسن” إلى أن: “الآلات الحديثة والمتنوعة تعد من بين تلك العوامل، حيث أن تكلفة شرائها تعد مرتفعة جداً خلال الفترة القليلة الماضية نتيجة توريدها من الخارج”.
الجدير بالذكر أن رسوم النوادي في دمشق تصل إلى مليون ليرة، وهي المتواجدة في مناطق وسط العاصمة والتي يقصدها الممثلون والمشاهير والتجار، وتختلف بالطبع عن مناطق السكن العشوائي كما في جميع المحافظات.