داما بوست – مارينا منصور| مع تصاعد الأحداث غير المسبوق من حولنا، وتكرار دوي أصوات انفجارات، يشعر الكثيرون بالخوف لدى صدور أي صوت قريب منهم، حتى بعد انتهاء التفجير، أي ما يشبه “فوبيا الأصوات”.
ما هي أعراض هذه الفوبيا؟ وكيف تستطيع التعامل معها؟
“داما بوست” تكشف لك عن الإجابات.
متى يكون الخوف مرضياً؟
كشفت الاختصاصية النفسية رانيا مهنا أنه من الطبيعي جداً أن يخاف الإنسان عند حدوث الانفجارات أو صدور أصوات عالية، وهو خوف متأصل فينا كبشر لمساعدتنا على درء الخطر أو مواجهته.
وبيّنت مهنا أنه يجب التفريق بين الخوف الطبيعي والمرضي، فإذا استمرت أعراض الخوف من الانفجارات لأكثر من 15 يوماً، فهذا يعني أن الشخص من الممكن أن يكون مصاباً باضطراب الشدة ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي بحاجة لتدخل من اختصاصي نفسي.
ما هي أعراض “فوبيا الأصوات”؟
قالت الاختصاصية النفسية: “إن التشخيص يتم على أساس استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين ووجود أعراض تجنبية، كأن يحاول الشخص تجنب كل الأصوات من حوله، ويجلس في منزله ولا يخرج أبداً، بالإضافة إلى أعراض اقتحامية كأن يتذكر بأي لحظة هذا الموقف ويتولّد الخوف لديه كأنه يعيش اللحظة حالياً، خاصة لدى وجود عوامل تذكّر خارجية كسماع صوت بسيط لكن يذكره بالموقف.”
وتابعت: “كما تترافق الأعراض بأعراض جسدية كتسرّع القلب، الرجفة، برودة الأطراف، جفاف الحلق، انحلال الجسم، وآلام بالرأس كالصداع النصفي.”
وأوضحت مهنا أنه يمكن أن يعاني المصاب من اضطرابات في النوم، تتجلى بالكوابيس التي يكون محتواها نفس محتوى الصدمة فقد يرى الحرب، أو هروبه من المنزل، أي محتوى مشابه للصدمة التي عاشها أو الموقف الذي أثّر عليه، بالإضافة إلى الأرق، والاستيقاظ المتكرر، وقلّة عدد ساعات النوم بسبب سيطرة القلق، وحدوث اضطرابات مزاج كانخفاض المزاج وعدم الاستمتاع بشيء.
وأضافت: “وقد تحدث اضطرابات الأكل كانخفاض أو زيادة الشهية، وذلك حسب إفراز الكورتيزول والأدرينالين في الجسم.”
اقرأ أيضاً: “الفوبيا” ليست كذبة!
تشخيص الحالة
أكدت الاختصاصية النفسية أن هذه الأعراض إذا استمرت بشكل دائم ولعدد ساعات طويلة وترافقت مع أعراض جسدية دون وجود المصدر أي الانفجار، فيتم تشخيص المصاب باضطراب القلق المعمم، والذي يحتاج لتدخل علاجي تخصصي.”
وأشارت مهنا إلى أنه قد يكون الشخص لديه فوبيا فقط من أصوات الانفجارات، أي يخاف لدى صدور الصوت فقط، وللحكم على الحالة إذا كانت مرضية يجب التوجه إلى “شدة الحالة” لدى حدوث الموقف، والتي تختلف بين الأشخاص، مبينةً أن منهم مَن يقلق بعد حدوث التفجير لساعة ومنهم مَن يستمر القلق لديهم لفترة أطول ويترافق مع أعراض جسدية شديدة كالإقياء أو الإغماء.
كيف يجب التعامل مع “فوبيا الأصوات”؟
ذكرت الاختصاصية النفسية أن تمارين الاسترخاء عن طريق التنفس، والاسترخاء العضلي مهمة جداً للمحافظة على مستويات “الأدرينالين” الطبيعية، بالإضافة إلى شبكات الدعم أي قدرة المصاب على التواصل مع أشخاص يثق بهم قادرين على المحافظة على درجة قلقهم أمامه ليدعموه، لافتةً إلى أن هذه الحلول إسعافية.
وأكملت: “أما كحلول سلوكية أخرى غير إسعافية، فيمكن بعد تعرّضه للموقف أن يمارس التمارين الرياضية إذا كان يرتاح بهذه الطريقة، أو المشي، أو اليوغا، أو اللجوء إلى الصلاة، أو أي وسيلة أخرى تريحه.”
وشددت مهنا أنه إذا شعر المصاب بعدم القدرة على السيطرة على نفسه بهذه الإجراءات البسيطة، فيجب عليه اللجوء إلى اختصاصي نفسي أو طبيب نفسي.
اقرأ أيضاً: التصرفات الصحيحة في حال حدوث قصف جوي