مسؤول اسرائيلي: التفاهم مع دمشق أقرب من بيروت
رأى يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في مديرية الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن فرص التوصل إلى تفاهمات أمنية مع سوريا تبدو أكبر من إمكانية التفاهم مع لبنان، مرجعاً ذلك إلى صعوبة نزع سلاح حزب الله مقارنة بالتنازلات التي يمكن أن تقدّمها الحكومة الإنتقالية السورية.
كوبرفاسر، الذي يشغل حالياً منصب مدير “معهد القدس للاستراتيجية والأمن”، قال في مقابلة مع صحيفة “جيروزاليم بوست العبرية”، إن أي تفاهم مع دمشق قد يتحقق في حال توفرت ضمانات أمنية جدية، موضحاً أن المطالب السورية تتركز في وقف تدخلات جيش الاحتلال داخل الأراضي السورية، بينما تسعى “إسرائيل” لتأمين حدودها الجنوبية ومنع أي تهديد مصدره الداخل السوري، سواء من القوات الإيرانية أو من جماعات مسلّحة.
وأضاف أن “التنازلات المطلوبة من الحكومة السورية أقل دراماتيكية من مطلب نزع سلاح حزب الله”، معتبراً أن ذلك يجعل إمكانية الاتفاق مع دمشق “أكثر واقعية”.
وساطة أميركية مطروحة
في المقابل، أوضح كوبرفاسر أن الحكومة الإنتقالية السورية برئاسة أحمد الشرع قد تكون أكثر استعداداً للتفاهم مع “إسرائيل” عبر وساطة أميركية، ولا سيما إذا تعهّدت بعدم السماح بأي وجود إيراني داخل سوريا، وضمان عدم تهديد حدود الجولان المحتل. ولفت إلى أن الولايات المتحدة رفعت العقوبات عن الشرع مؤخراً، ومنحته دعماً سياسياً قبل اتخاذ أي خطوات فعلية.
وتطرق كوبرفاسر إلى ما وصفه بـ”مذبحتين” في كل من السويداء والساحل، قائلاً إن عناصر من “هيئة تحرير الشام” تقف وراءهما، ومحمّلاً الشرع مسؤولية التقاعس عن حماية السكان الدروز، وهو ملف تعتبره إسرائيل جزءاً من متطلبات ضمان أمن حدودها.
انسحابات جزئية محتملة
وكشف أن “إسرائيل” قد تنسحب من أجزاء من المنطقة العازلة جنوب سوريا، التي دخلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، لكنها قد تحتفظ بموقعها الاستراتيجي على الجانب السوري من جبل حرمون، في ظل صعوبة التخلي عنه.
وختم كوبرفاسر بالقول إن دمشق لا تبدو في وارد الدخول في معاهدة سلام شاملة تشمل ملف الجولان، بل قد تكتفي باتفاق أمني محدود يمنحها مكاسب سياسية واقتصادية ويخفف من الضغط العسكري الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً:وزير خارجية اسرائيل لا تفاوض على هضبة الجولان في أي اتفاق سلام مع سوريا