لماذا ترفع واشنطن من وتيرة عملياتها في سوريا؟
يكثف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من العمليات العسكرية والاستخباراتية في سوريا، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التصعيد.
يرى الخبراء أن هذا التحرك يعكس استراتيجية مزدوجة تهدف إلى القضاء على الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش، مع تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة.
استراتيجية أمريكية للضغط المستمر
بحسب الباحث السياسي أمجد إسماعيل الآغا، فإن هذا التصعيد يعود إلى تحديات أمنية متزايدة، إذ أن تهديدات التنظيمات الإرهابية لم تختف بل تطورت لتصبح أكثر مرونة وتنوعا. لذلك، يسعى التحالف لإبقاء هذه الجماعات تحت ضغط مستمر، عبر تدريبات مكثفة للقوات وعمليات إنزال جوي سريعة لقطع طرق الإمداد والتواصل.
ويشير الآغا لموقع “إرم نيوز” إلى أن وجود هذه العمليات في مناطق خاضعة لسيطرة حكومة دمشق يدل على وجود نوع من التفاهم أو التعاون الرسمي بين الطرفين، رغم أنه ليس تعاونا مباشرا، بل استمرار لسياسة الضغط العسكري والاستخباراتي. فالولايات المتحدة، وفقا له، تنظر إلى سوريا كساحة استراتيجية لإعادة ترتيب النفوذ، ولا تريد أن تترك الساحة لأي طرف آخر للهيمنة عليها.
التعاون الاستخباراتي مع دمشق
من جانبه، يرى الباحث السياسي إبراهيم مسلم، أن التحالف الدولي يسعى للقضاء على المجموعات الإرهابية، ولهذا ينسق مع السلطات في دمشق على المستوى الاستخباراتي وليس العسكري المباشر. هذا التنسيق يخلق عداوة بين الفصائل المسلحة، مثل داعش، والسلطة الجديدة، ما يصب في صالح أهداف التحالف.
ويقول مسلم “للموقع نفسه” إن هذه العمليات تهدف إلى إثبات أن التحالف يسعى لحل مشكلة التطرف، وتوفير مستقبل واضح للسوريين عبر إرساء حكومات معتدلة.
كما أن القضاء على داعش يخدم مصلحة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، الحليف الأقوى للتحالف.
ويختتم مسلم حديثه بالقول إن هذا التصعيد مرتبط بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهو تحشيد تكتيكي يهدف إلى إعادة توزيع القوات بين شمال شرق سوريا وكردستان العراق.
هذا التحرك هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة وضمان استدامته، مع تقليل التواجد العسكري الرسمي.
اقرأ أيضاً:هجوم انتحاري لداعش في دير الزور.. وواشنطن تعلن مقتل قيادي بارز
اقرأ أيضاً:خبير فرنسي: واشنطن ترفض تفويض دمشق بعمل عسكري شمالي سوريا