غضب واسع بعد ظهور وزير الثقافة السوري مع متهم بارتكاب مجازر في السويداء
أثار ظهور وزير الثقافة السوري، محمد ياسين الصالح، إلى جانب قصي الشمري، أحد أبرز المتورطين في الهجمات الدموية على محافظة السويداء، موجة غضب وانتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول موقف الحكومة الانتقالية من ملفات العدالة والمساءلة.
ونشر الشمري، المعروف بقيادته لميليشيات موالية للحكومة خلال أحداث “فزعة العشائر”، صورة جمعته بالوزير، عبر حسابه على “فيسبوك”، بعد مشاركته في معرض دمشق الدولي، ما أثار ردود فعل غاضبة من نشطاء وحقوقيين، خاصة أن ظهوره تزامن مع توثيق انتهاكات جسيمة ارتكبتها الميليشيات بحق المدنيين في ريف السويداء.
اتهامات موثقة بارتكاب مجازر وانتهاكات:
تُشير تقارير حقوقية ومحلية وأممية، بينها توثيقات شبكة “السويداء 24″، إلى أن قصي الشمري شارك في هجمات منتصف تموز/يوليو 2025، التي أسفرت عن مجازر وعمليات قتل ميداني وخطف ونهب في قرى السويداء، أبرزها قرية رضيمة اللوا، حيث قُتل ثلاثة من أفراد عائلة درزية، بينهم طفلة ظهرت في مقطع مصور وهي تسير فوق دماء والديها بعد مقتلهم.
لاحقًا، أُفرج عن بعض أفراد العائلة ضمن عملية تبادل، بحسب “السويداء 24″، فيما وثّق الشمري بنفسه مقاطع فيديو خلال مشاركته في حصار بلدات السويداء ومنع دخول الغذاء إليها.
تكرار الظهور المثير للجدل للوزير:
ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها وزير الثقافة السوري الجدل، إذ سبق أن ظهر في ديوان أحد قادة الفصائل المدعومة من إيران والمعروف بلقب “المرسومي”، المتهم بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين إبان حكم النظام السابق، وشارك لاحقًا في الهجمات على السويداء.
غضب شعبي واستنكار حقوقي:
أشعلت الصورة غضبًا بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفت إحدى الصفحات المحلية الشمري بأنه: “قاتل عائلة الطفلة تالا الخطيب.. يُكرّم اليوم كضيف لدى وزير الثقافة السوري، في الوقت الذي تعيش فيه السويداء تحت الظلم والحصار.”
فيما قالت الإعلامية مزنة الأطرش: “دم بنت عمي برقبتك وبرقبة من استضافك واحتفى بك.. أين الدولة؟ أين القانون؟”.
وكتب أحد المعلقين: “المجرم قصي الشمري، قاتل وخاطف ومشارك في مجازر الساحل، يظهر الآن ضيفًا وشاعرًا في معرض دمشق الدولي… أي عدالة هذه؟”.
السويداء: 2000 قتيل في تموز فقط:
بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل نحو 2000 شخص في محافظة السويداء خلال أحداث تموز/يوليو 2025، في مواجهات عنيفة بدأت بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتوسع إلى صدامات مع ميليشيات حكومية ومسلحين من العشائر، تخللتها إعدامات ميدانية وانتهاكات بحق المدنيين من أبناء الطائفة الدرزية.
دعوات للمحاسبة ورفض للتطبيع مع الجناة:
يرى حقوقيون أن ظهور المسؤولين الحكوميين مع شخصيات متورطة في جرائم وانتهاكات يهدد مسار العدالة الانتقالية في سوريا، ويبعث برسائل سلبية حول غياب المحاسبة، في الوقت الذي تطالب فيه مئات العائلات في السويداء وغيرها بكشف مصير ذويهم وتحقيق العدالة.
إقرأ أيضاً: دستور من رماد: كيف مهد الغياب السياسي لمجازر السويداء والساحل
إقرأ أيضاً: وزير الثقافة يطل بخطاب وصف بالطائفي ويثير غضباً عارماً!