جفاف نهر العاصي في سهل الغاب يهدد الحياة البيئية والاقتصادية شمال غرب سوريا
يشهد نهر العاصي في سهل الغاب شمال غرب سوريا أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من خمسة عقود، مما أدى إلى تحول مجراه إلى أراضٍ متشققة وبرك راكدة، بعد أن كان يُعد شريانًا حيويًا للري والصيد ومصدرًا رئيسيًا للحياة في المنطقة.
ووفق تقرير نشرته وكالة سانا”، فإن النهر يعاني من انخفاض حاد في منسوب المياه بسبب عدة عوامل، أبرزها تراجع معدل الأمطار إلى أقل من 25% من المعدل السنوي، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك وتراجع التنوع البيئي.
الصيد العشوائي يكشف عمق الكارثة البيئية:
ورغم حالة الجفاف، لا يزال المئات من الصيادين المحليين يستخدمون وسائل بدائية لممارسة الصيد العشوائي، في محاولة للاستفادة من ما تبقى من الحياة المائية قبل أن يجف النهر بالكامل. لكن خلف هذا المشهد، تبرز أزمة بيئية متفاقمة تهدد بانقراض الأنواع السمكية المحلية وانهيار النظام البيئي لنهر العاصي.
أصوات محلية تحذر من الكارثة:
باسم حبابة، صياد من بلدة التمانعة، أكد أن النهر يمر بأسوأ حالاته منذ 54 عامًا، مشيرًا إلى أن أنواعًا مثل الكرب، والسلور المحلي، والمشط، والعاشب تضررت بشدة، في حين زاد الوضع سوءًا مع انتشار أنواع غازية كـ “السلور الإفريقي”، الذي يهاجم بيوض الأسماك المحلية ويهدد التنوع البيولوجي في النهر.
من جانبه، أوضح محمد ضاهر، صياد من قرية العمقية، أن إنتاج المزارع السمكية في سهل الغاب انخفض من 40% إلى أقل من 10%، مما دفع المزارعين إلى ضخ المياه من الآبار الجوفية بتكاليف مرتفعة. كما أثر الجفاف سلبًا على الزراعة والري، حيث اضطر كثيرون إلى تقليص المساحات المزروعة أو ترك الأراضي بورا، مع لجوء البعض إلى استخدام مياه ملوثة تهدد الصحة العامة.
تحذير من انهيار بيئي وغياب حلول حكومية:
بحسب وكالة “سانا”، فإن نهر العاصي لم يعد مجرد مورد مائي، بل أصبح رمزًا لأزمة بيئية وإنسانية متصاعدة، وسط غياب خطط استجابة حكومية فعالة، وتجاهل لآثار التغير المناخي على المدى الطويل.
وأكدت الوكالة أن إنقاذ نهر العاصي يتطلب تحركًا فوريًا من الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لوضع حد للجفاف ومعالجة الصيد العشوائي، قبل أن يصبح النهر “صفحة من الماضي لا يمكن استعادتها”.
إقرأ أيضاً: أزمة المياه في دمشق: تراجع غزارة نبع الفيجة يهدد الأمن المائي للعاصمة
إقرأ أيضاً: أزمة المياه في الحسكة: اجتماعات دولية لإنقاذ محطة علوك