المفوضية ترفع مساعداتها للاجئين السوريين في مصر
شهد اللاجئون السوريون في مصر “بارقة أمل” بعد قرار المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) برفع قيمة المساعدات المالية المقدمة لهم من 500 إلى 750 جنيها مصريا للفرد.
هذا القرار، الذي جاء استجابةً للظروف المعيشية الصعبة، أعاد أيضا بعض العائلات التي كانت مستبعدة سابقا إلى قوائم المستفيدين.
زيادة تساهم في تخفيف الأعباء
رغم أن الزيادة قد تبدو محدودة مقارنة بالارتفاع غير المسبوق في الأسعار، إلا أنها تعد “منقذا” للعديد من الأسر التي تعتمد على هذا الدعم لتغطية جزء من نفقاتها الأساسية.
فوفقا لتقرير المفوضية، وصل عدد السوريين المسجلين في مصر إلى نحو 136 ألف شخص بحلول مارس 2025.
سنوات من سياسات الترشيد والاستبعاد خلفت شعورا بالخذلان لدى الكثيرين. تقول علياء عامر، أرملة سورية وأم لثلاثة أطفال: “بعد وفاة زوجي أوقفوا المساعدات فجأة، وكنت أستدين من أجل سد الاحتياجات. عندما وصلتني رسالة تفيد بإعادتنا إلى المساعدة، شعرت وكأن عبئًا ثقيلًا زال عن صدورنا”.
الأبعاد الاقتصادية والنفسية
الزيادة المالية، وإن كانت لا تغطي التكاليف كاملة، خاصةً مع متوسط إيجار الشقق الذي تجاوز 3000 جنيه شهريا، إلا أنها تشكل جزءا أساسيا من شبكة الأمان.
يوضح أحمد خير الله، المقيم في القاهرة، أن المساعدات تساهم في “شراء الأدوية وبعض المستلزمات الأخرى” لأسرته ووالديه.
من الناحية النفسية، كان لهذه الخطوة أثر إيجابي كبير. ترى الأخصائية النفسية ود العلي أن إعادة اللاجئين إلى قوائم الدعم بعد سنوات من الاستبعاد منحتهم “شعورا بالاعتراف بمعاناتهم”.
وتؤكد أن الرسالة التي وصلتهم كانت بمثابة “تأكيد على أن صوتهم ومطالباتهم لم تذهب هباءً”، مما يساهم في رفع معنوياتهم.
تزايد الرغبة في العودة
بالتزامن مع هذه التطورات، تشهد المفوضية تزايدًا في طلبات إنهاء ملفات اللجوء، حيث قدم نحو 19,700 شخص طلبا لإنهاء اللجوء، وغادر 12,500 لاجئ بشكل “طوعي” بحلول مارس 2025.
هذه الخطوة قد تشير إلى شعور بالاستقرار النسبي في سوريا، إضافة إلى الأعباء التي فرضتها الحياة في مصر، مثل صعوبة الحصول على الإقامات وتكاليف التعليم.
يوضح جميل معروف، الذي أغلق ملف لجوئه، أن “عددا كبيرا من السوريين يرغبون بالعودة، وبعضهم عاد بالفعل”، لكنه أشار إلى أن أولئك الذين أسسوا مشاريع واستثمارات في مصر قد لا يعودون في الوقت القريب.
في المقابل، يظل الكثيرون غير قادرين على العودة بسبب الظروف المادية الصعبة. تقول ريما الحاج: “أرغب بالعودة لكن الظروف تعيقني. أنا وزوجي نعمل ليل نهار ولا يوجد لدينا في سوريا عمل أو بيت، ولا يمكننا توفير مبلغ السفر أو إيجار منزل هناك”.
اقرأ أيضاً:إسرائيل تستغل المساعدات لترسيخ سيطرتها بجبل الشيخ