الانتقال من الفشل في غزة إلى ضفة الفشل الأخرى.. الضربات القاصمة تكسر ظهر الاحتلال
يرتكب نتنياهو حماقة كبرى نحو فشل أكبر، فلا يمكن النظر إلى أفعاله بالضفة بمعزل عن جبهات الحرب الأخرى، فجيش الاحتلال تلقى ضربات قاصمة في غزة والشمال،وهو عازم على الغرق مجدداً في بحر الضفة العميق.
داما بوست- خاص| يهوج ويموج كيان الاحتلال ويعوم على بحر من الفشل، كما لو أنه سفينة تكاد أن تغرق في يم تتلاطم أمواجه بين غزة والضفة وسط رياح غربية عاتية.
وبعد أن دكّت المقاومة الفلسطينية أساطير وخردة الحديد الصهيونية في غزة وكبّدت جيش الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة، وفشل أيما فشل في تحقيق أي من أهدافه، ها هو الفشل الذريع يلاحق فلوله في الضفة الغربية التي تسطر ملاحم قتالية تضاهي ملاحم غزة.
ولمن نسي نذكره بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تعهد في بداية حربه الظالمة على غزة بتدمير المقاومة فيها بالكامل، وقد فشل في ذلك، ولكن بدلاً من أن ينزل من الشجرة، حاول القفز من شجرة إلى أخرى، فتارة يعد بدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتارة أخرى يعد بهزيمة إيران، وهكذا دواليك.
واليوم يرتكب نتنياهو حماقة كبرى نحو فشل أكبر في الضفة الغربية، لأنه لا يمكن النظر إلى أفعاله في الضفة بمعزل عن المتغيرات الأخرى، أو جبهات الحرب في أماكن أخرى، فمجرم الحرب تلقى وجيشه ضربات قاصمة في غزة وفي الشمال، وهو عازم على الغرق مجدداً في مياه الضفة الغربية العميقة، كما غرق في رمال غزة المتحركة وضربته رياح الشمال العاتية على يد حزب الله.
ولضمان فشل نتنياهو، سيتعين على الفلسطينيين دمج مقاوماتهم والعمل تحت قيادة جبهة واحدة منظمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل حربه العقيمة على الفلسطينيين دون رادع.
المقاومة اليوم في الضفة تتصدى لأكبر عملية عسكرية منذ أكثر من عقدين بدأها الاحتلال في شمالها فرد عليه مقاومو الجنوب في الخليل بتفجير سيارتين مفخختين أدت إلى إصابة جنديين وقائد لواء، بالتزامن تخوض المقاومة في جنين جولات قتالية غير مسبوقة تخللها تفجير عبوات ناسفة كبيرة وإعداد كمائن محكمة وخوض اشتباكات كما جرى في كمين قسامي بحي الدمج، وعلى وقع هذا اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة أربع جنود آخرين.
جهوزية المقاومة في الضفة ترجمها المقاتلون على الأرض حيث أظهروا شراسة في الدفاع خلال معارك طوباس وطولكرم التي تتواصل لليوم الرابع على التوالي.
أما غزة التي تصمد منذ 331 يوماً فتواصل المقاومة تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال حيث قنصت عدداً من الجنود في محاور التوغل وأغارت على قوات الاحتلال في محيط محور نتساريم ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال باعتراف جيش الكيان.
الاحتلال الذي يواصل حصد الفشل في غزة وسيجد الفشل أمامه في عمليته في الضفة الغربية، والإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية المنحازة له أمام قصف كبير من الداخل الصهيوني حول تعثّر مفاوضات وقف العدوان على غزة وإطلاق سراح الأسرى المتبادل، ويحملوه كامل المسؤولية عن حياة الأسرى، الذين قتلوا برصاص جيشه الغازي.
والمفارقة أن منتدى رجال الأعمال الذي يضم 200 شخصية من كبار العاملين في الاقتصاد يعلنون انضمامهم للاحتجاجات المطالبة بإبرام صفقة الأسرى، ووزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، دعا المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) إلى الانعقاد للتراجع عن قرار البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، محاولاً كسر موقف نتنياهو في هذا الشأن.
هذا الوضع يصف حال كيان الاحتلال الممزق، فوزير الحرب يقول: “لقد فات الأوان بالنسبة للأسرى الذين قتلوا بدم بارد، ويجب إعادة الأسرى الذين ما زالوا في أسر حماس إلى ديارهم.”
ورد على غالانت، وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، بقوله إن “الكابينت لن يسمح بصفقة استسلام من شأنها أن تتخلى عن أمن إسرائيل”، الكابينت سيوجه الجيش بفرض أثمان باهظة على حركة حماس، وتكثيف الحرب حتى عودة الأسرى.”
“إسرائيل” التي يقودها نتنياهو تصر على استمرار سيطرتها العسكرية على محوري فيلادلفيا ونتساريم، والحرب على غزة والضفة الغربية والشمال على الحدود مع لبنان، وهي لا شك ستدفع ثمناً باهظاً على هذه الجبهات لن تتخلص من تبعاته على مدى عقود من الزمن.