داما بوست _ كاترين الطاس| بحلول الـ 25 من شهر تشرين الثاني في كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وسط آمال بضمان حماية أكبر للنساء في المستقبل.
الفيلسوف “كارل ماركس” يقول: “إذا أردت أن تعرف مدى تقدُّم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة فيه”.. ومما لا شك فيه أن العنْف الجسدي ضد المرأة وضربها أو حتى تعنيفها لفظياً، لا يقل وحشية عن جرائم القتل والاغتصاب والخطف والسرقة، ونتائجه كارثية.
فهل هنالك امرأة تستطيع القول أنها لم تكن ضحية شكل من أشكال العنف، أو تعرضت له، يوماً ما؟
وحول هذه الظاهرة، كان لـ “داما بوست” لقاء مع الأخصائية النفسية والاستشارية الأسرية “مجد آلوسي” والتي تحدثت عن أسباب انتشار ظاهرة العنْف ضد المرأة عموماً والمرأة السورية على وجه الخصوص، قائلة: “على الصعيد الأسري، غالباً ما يحدث العنف ضد المرأة عندما يعتقد المعتدي أنَّ العنف حق له أو أمر مقبول ومبرر، وقد ينتج عن ذلك تكرار العنْف عبر الأجيال وتعلم الأطفال أن هذا الشيء مقبول وأمر طبيعي”.
وتابعت الأخصائية: “وهناك أيضاً عوامل اقتصادية لهذه الظاهرة، فقد يزيد الفقر والبطالة وسوء الوضع الاقتصادي من احتمالية وقوع العنْف ضد المرأة لأنها تصبح الملجأ الوحيد للتفريغ وهذا شيء خاطئ حتماً”، لافتة إلى أن اختلاف البيئة والتربية يلعب دوراً هاماً، فالشخص الذي تربى على العنف في بيئته يمكن أن يمارسه مع زوجته مستقبلاً ويعتبره طبيعي.
وأضافت أن هناك عوامل تساعد على العنف، فسكوت المرأة عن حقها وقلة الوعي الكافي منها بعدم إخبار أحد من أفراد عائلتها سيساعد الرجل على التمادي وتعنيفها”، مشيرة إلى أن 75% من النساء في سوريا يتعرَّضن للعنف بأشكاله المتعددة.
وختمت الأخصائية حديثها بالقول: “بالطبع أن سبب سكوت المرأة عن حقها وعدم الشكوى هو الخوف من الطلاق، لذلك يجب رفع درجة الوعي لدى المرأة للتعرف على حقوقها ومنع الاعتداء عليها ولا حتى لفظياً، فالمرأة مخلوق رقيق وهي بحاجة لمن يساندها لا أن يمارس العنف عليها”.