تهجير قسري في الرقة.. “قسد” تبني جداراً وتعزل حي البانوراما بالقوة
تتصاعد المخاوف في مدينة الرقة شمالي سوريا، بعد أن اتهم سكان حي البانوراما قوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) بتنفيذ عمليات تهجير قسرية ممنهجة، بالتزامن مع بناء جدار إسمنتي لعزل الحي وتحويله إلى ما يشبه منطقة عسكرية مغلقة.
ويأتي ذلك وسط حملات مداهمة واعتقالات متواصلة، تصاعدت حدتها منذ سقوط نظام الأسد، ما دفع سكان الحي إلى إطلاق نداءات استغاثة، الخميس 31 تموز، تطالب بإيقاف ما وصفوه بـ”الإخلاء الإجباري” تحت تهديد السلاح.
اقتحام مدرّع وتهديد مباشر
بحسب الناشط المحلي محمد عثمان، بدأت “قسد” يوم الأربعاء الماضي عملية اقتحام موسعة لمنطقة الأبنية السكنية في الحي، غربي مركز المدينة، استخدمت خلالها عربات عسكرية ومدرعات، وأجبرت العائلات على الخروج تحت الترهيب والتهديد بالسلاح.
وأكد عثمان أن العملية نُفّذت في أجواء من الذعر والترويع، حيث رُفعت سواتر ترابية حول مقار عسكرية لقسد، أبرزها مقر الجمارك، إلى جانب مبانٍ يتمركز فيها عناصر مسلحون تابعون لها، في محيط دوّار البانوراما.
جدار إسمنتي يعزل الحي
وأوضح الناشط أن بناء الجدار الإسمنتي بدأ منذ أكثر من عشرة أيام، وترافق مع إنذارات مباشرة لسكان المناطق التي يمر فيها مسار الجدار، تطالبهم بمغادرة منازلهم، بذريعة تحويل الموقع إلى “منطقة أمنية مغلقة”.
وأشار إلى أن بعض الأهالي حاولوا رفض الخروج أو إيقاف البناء بالقوة، إلا أن “قسد” أرسلت قوات كوماندوس مدعومة بـ”هامر” مصفحة وعشرات العناصر، لطرد الأهالي واللجنة المحلية بالقوة.
شراء المنازل بشرط “الملكية النظامية”
حاولت “قسد” لاحقاً تهدئة التوتر عبر عرض شراء المنازل من السكان، لكن العرض اقتصر على من يملك بيانات ملكية نظامية، رغم أن الغالبية يمتلكون منازلهم بعقود “شيوع” أو اتفاقات عرفية، بسبب تعقيدات الملكية العقارية في الرقة بعد سنوات الحرب.
شكاوى رسمية.. بلا جدوى
تقدم سكان حي البانوراما بـ شكاوى رسمية إلى مجلس الحي والمجلس العام، مطالبين بوقف المشروع وتوضيح أسبابه، إلا أن الرد جاء على شكل تصعيد أمني إضافي، ما اعتبره نشطاء تصعيداً خطيراً يهدد النسيج الاجتماعي والسلمي في المدينة.
يُذكر أن هذه التطورات تأتي في سياق أوسع من التضييق الأمني الذي تفرضه “قسد” في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، وسط غياب أي رقابة محلية مستقلة أو مساءلة قانونية تجاه انتهاكات حقوق المدنيين.
اقرأ أيضاً: حصريا لـ DW: خطف وابتزاز ـ قصص مأساوية لنساء علويات في سوريا