الأحياء الشرقية في حلب: بين الإهمال الخدمي والأعباء المعيشية

تعاني الأحياء الشرقية في مدينة حلب، مثل حي الفردوس، حي الصالحين، وكرم حومد، من تدهور كبير في البنية التحتية والخدمات العامة، نتيجة سنوات طويلة من الإهمال، والدمار الذي لحق بها خلال سنوات الحرب.

تعيش هذه الأحياء اليوم واقعًا مأساويًا يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وسط غياب أي خطة لإعادة الإعمار أو التنمية.

إقرأ أيضاً: أزمة المياه في دمشق تتفاقم: انقطاعات طويلة وصهاريج بأسعار باهظة وسط غياب الحلول

مشاكل الصرف الصحي والقمامة تهدد الصحة العامة

يقول نضال حسون، أحد سكان حي الفردوس، لـ “نورث برس” إن الصرف الصحي في الحي متآكل وتسرب المياه الملوثة إلى المنازل تسبب في تلوث الشوارع وانتشار الروائح الكريهة. ورغم تقديم شكاوى متكررة إلى الجهات المحلية، إلا أن المعالجة “شبه معدومة” على حد تعبيره. السكان باتوا يعتمدون على جهودهم الشخصية في صيانة شبكات الصرف، مما يشكل عبئًا إضافيًا في ظل وضع اقتصادي هش.

ويضيف أن خدمات الكهرباء مفقودة في الحي منذ عام 2013، بينما شهدت مياه الشرب تحسنًا طفيفًا في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، فإن هذا التحسن لا يغطي النقص الحاد في باقي الخدمات الأساسية، ما يترك السكان في حالة فقر وتدهور اقتصادي دائم.

حي الصالحين نموذج للحرمان المعيشي والخدمي

محمد رحماني، من سكان حي الصالحين، يصف الواقع المعيشي في الحي بـ”الكارثي”، حيث تتراكم القمامة في الشوارع، وتنتشر الحشرات والقوارض، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض. ويؤكد أن البنية التحتية مدمّرة والكهرباء مقطوعة منذ سنوات، في حين أن شبكات الصرف الصحي لم تُصلّح منذ الحرب.

ويضيف رحماني أن سكان الحي يعتمدون على صناعات محلية مثل الخياطة وصناعة الأحذية كمصدر دخل، إلا أن هذه الورش توقفت بسبب دخول المنتجات المستوردة إلى السوق، ما أدى إلى تفشي البطالة وتوقف الدورة الاقتصادية.

إقرأ أيضاً: واقع صحي صعب في سوريا بين نقص التجهيزات الحكومية وارتفاع تكاليف

كرم حومد: ارتفاع البطالة وتردي الوضع الصحي

في حي كرم حومد، يؤكد حومد حومد أن الحي يعاني من إهمال شامل في الكهرباء والنظافة العامة، مشيرًا إلى أن الوضع المعيشي “شبه معدوم” مع توقف ورش العمل وغياب أي دعم حكومي.

ويحذر حومد من أن الأطفال يعانون من أمراض نتيجة تلوث البيئة، وعدم توفر خدمات صحية أساسية، مؤكدًا أن ذلك “يشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل المنطقة”.

مناطق عشوائية تعاني من التهميش

الأحياء الشرقية في حلب، والتي نشأت غالباً كمناطق عشوائية خارج المخططات التنظيمية، ما جعلها عرضة للإهمال منذ عقود، وما زالت تعاني من إهمال حكومي وانعدام الخدمات رغم الحاجة الملحة لإعادة تأهيلها.

إقرأ أيضاً: المناطق الصناعية في حلب تعاني نقص الخدمات وتفاوت الدعم

المطلوب: تدخل حكومي عاجل وخطط تنمية شاملة

يؤكد سكان الأحياء الشرقية أن الحلول الجزئية لا تكفي، بل يحتاج الوضع إلى خطة متكاملة تشمل:

توفير الكهرباء والمياه بشكل منتظم

تحسين إدارة النفايات والنظافة العامة

دعم الصناعات المحلية والمشاريع الصغيرة

تقديم خدمات صحية أساسية وبرامج توعية

ترميم شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية

تشير شهادات السكان إلى أن الوضع في شرق حلب يعكس أزمة متعددة الأبعاد، من انهيار الخدمات إلى غياب فرص العمل، ما يجعل المنطقة في أمسّ الحاجة إلى تدخل عاجل يعيد لها الحياة.

 

إقرأ أيضاً: مصير غامض يهدد عقارات حلب الشرقية المهجورة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.