يعاني سكان مدينة صيدنايا منذ أكثر من سنة من انقطاع الكهرباء المستمر لفترات طويلة والتقنين القاسي الذي يصل لـ23 ساعة قطع مقابل ساعة أو نصف الساعة وصل، وأحياناً يتجاوز القطع 24 ساعة!
ودفع سوء واقع الكهرباء سكان المدينة إلى التخلّص من مونتهم وطعامهم، فكلّها “راحت للكب” على حد تعبير أحد الأهالي، إضافةً إلى عدم وجود وسيلة للتكييف في ظل الحر الشديد.
ولن نطيل الحديث عن الكهرباء وفوائدها فجميعنا يعلم مدى احتياجنا لها وأنها من الأساسيات والبديهيات التي يجب أن تتوافر للمواطن.
ولجأ الكثير من سكان البلدة إلى تركيب منظومات طاقة شمسية تعينهم على هذا الواقع، أما البقية فلا حول لهم ولا قوة، إذ أن تكلفة أقل منظومة طاقة شمسية لخدمة منزل واحد تتعدى الـ20 مليون ليرة سورية، ومع هذا الواقع المعيشي انشغل الناس بتلبية متطلبات حياتهم اليومية، فالطاقة الشمسية تعد رفاهية في ظل الأوضاع الحالية.
ورغم أن “الطاقة الشمسية” تعد حلّاً، إلا أنها تؤدي الغرض خلال الصيف، وفي الشتاء تظهر المعاناة مجدداً خصوصاً أن طقس البلدة في أغلب الأوقات غائم والجو بارد جداً، ليبقى الأهالي مجدداً دون وسيلة تدفئة مناسبة ما يزيد من معاناتهم.
والمفارقة أن مدينة صيدنايا تعتبر مدينة سياحية ولها مكانة تاريخية وأثرية هامة، فلماذا عدم الإنصاف في التقنين؟ رغم أن البلدات المجاورة تحصل على نصيبها، ولديها تقنين عادل وفق برنامج محدد.
وانخفض معدل السياحة في البلدة كثيراً بعد تردي واقع الكهرباء فيها، كما أن معظم سكانها انتقلوا إلى العاصمة دمشق ليستأجروا منازل فيها، لكن ما مصير السكان الباقين؟ ومَن يوفر لهم الخدمات الأساسية للمعيشة والتكيّف مع الظروف؟
رئيس بلدية صيدنايا: “التقارير المرفوعة إلى مجلس المحافظة غير صحيحة”
شبكة “داما بوست” تواصلت مع رئيس مجلس بلدية صيدنايا د.عبدلله سعادة لتستوضح منه التفاصيل، والذي أفاد أن الكهرباء في صيدنايا – رغم أنها بلدة سياحية – تأتي كل 16 إلى 17 ساعة تقريباً لمدة ساعة واحدة.
وبيّن سعادة أنه كتب منشوراً على “الفيسبوك” قبل انتخابات مجلس الشعب، تناول فيه موضوع سوء واقع الكهرباء في البلدة ليعرف ما هي الحلول المقترحة، وتواصلت على إثره المحافظة مع مدير كهرباء ريف دمشق الذي وعد بحل الموضوع.
وقال رئيس المجلس: “رفع مدير كهرباء ريف دمشق كتاباً إلى محافظة ريف دمشق يقول فيه بأن برنامج التقنين في صيدنايا هو 5 قطع مقابل ساعة وصل بسبب وضع البلدة على النظام الترددي“.
وأكد سعادة أن هذا الكلام غير صحيح والكهرباء غير موجودة وكل السكان يعرفون ذلك جيداً، مبيناً أن هذه التقارير غير صحيحة وعلى إثرها تقول المحافظة بأن الكهرباء جيدة لكن الواقع مختلف.
وبيّن رئيس المجلس أن كهرباء صيدنايا “تباع وتشترى” ضمن المحطة، مشيراً إلى أنه لا يعرف على أي مستوى تُحرم البلدة من الكهرباء.
وذكر سعادة أنهم تواصلوا لأكثر من مرة مع وزارة الكهرباء لكن دون جدوى.
وزارة الكهرباء تماطل لإعطاء “تصريح”
ولنقل هذه الشكوى للمعنيين سعياً منا لتسليط الضوء على هذا الواقع المتردي، ومعرفة الأسباب والحلول الممكنة لمعالجته، تواصلت شبكة “داما بوست” مع وزارة الكهرباء، والتي أبلغتنا بأننا نحتاج إلى الانتظار أسبوعاً ليتم التصريح عن هذا الوضع، والسبب هو “المباعدة بين التصريحات”.
وبعدما تواصلنا مع رئيس بلدية صيدنايا وظهرت مستجدات جديدة إثر تصريحاته، عدنا لنتواصل مع الوزارة لتعلّق على موضوع “بيع وشراء الكهرباء” وتعطينا التوضيحات لكن اتصالاتنا لم تلقَ رداً.
وانتظرنا لنهاية الأسبوع الذي حددوه لنا لكي يعطونا تصريحاً، لكن دون جدوى أيضاً، فاتصالاتنا لا تلقَ رداً.
ودفعنا ذلك للتساؤل عن سبب التكتم الشديد على هذا الموضوع، أليس الأجدر أن ترد الوزارة على هكذا اتهامات، وتوضح التفاصيل لجهة إعلامية لديها تساؤلات حوله؟
لتترك الوزارة الاتهامات والواقع السيء دون تعليق منها.
حاولنا القيام بواجبنا بكل مهنية وإيصال شكاوى الأهالي للمعنيين، لكن حتى لحظة نشر هذه المادة لم نتلقَ الرد.