داما بوست _ كاترين الطاس| أحداثٌ مشتعلة شهدتها المنطقة العربية خلال الساعات الماضية بعد الاغتيال الإسرائيلي للقائد الجهادي الكبير في حزب الله السيد فؤاد علي شكر “السيد محسن”، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته لطهران.
أخبارٌ وتحليلاتٌ ملأت شاشات التلفزة العربية والعالمية حول التطورات الأخيرة ورد الفعل المرتقب على ما قامت به “إسرائيل”؛ والتي رفعت حالة التأهب بجميع سفاراتها حول العالم بالإضافة لفتح الملاجئ تحسُّباً منها للآتي.
الكاتب والباحث في العلاقات الدولية د. محمد نادر العمري قال في حديث خاص لشبكة “داما بوست”، إن “تأكيد حزب الله لخبر استشهاد فؤاد شكر، يعني أن الساعات القليلة القادمة والتي قد تقل عن 24 ساعة أو تزيد عنها بقليل، ستشهد تصعيداً محتماً ورداً غير معروف المعالم بعد من قبل الحزب”.
وتساءل العمري: “هل سيكون الرد في تل أبيب؟ وهل ضد قاعدة عسكرية ومستوطنات؟ أم أن هناك هدفاً حيوياً آخر قد يذهب إليه الحزب ضمن خياراته المتعددة؟”.
وتابع: “وعليه لابد من الإشارة للنقاط الآتية: أولاً؛ رد الحزب هو حتمي وقاطع وقادم، بمعزل عن الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، ثانياً؛ لدى الحزب العديد من الأهداف ولكنه قد يلجأ لانتقاء أكثر من هدف، بمعنى توجيه ضربة لتل أبيب، في تكريس للمقاربة السابقة استهداف تل أبيب مقابل استهداف بيروت أو الضاحية، وأيضاً استهداف هدف عسكري، واستهداف إحدى المستوطنات التي كشفها هدهد 1، وبذلك سيكون الرد مركباً بمعنى استخدم طائرات مسيرة وصواريخ وربما حرب سيبرانية، وذلك للانتقام من استهداف الضاحية واستشهاد فؤاد شكر والمدنيين، إضافة للانتقام من الإسرائيلي الذي استهدف دماء أهالي المجدل لتبرير توسعة جرائمه في المنطقة”.
وأكمل العمري: “أما فيما يتعلق بتصعيد الأوضاع فهو وارد وبشدة، ولكن الأمر متوقف على طبيعة الهدف المستهدف من قبل الحزب، والأهم ردة الفعل الإسرائيلية على رد المقاومة اللبنانية، والذي سيكون بين خيارات عدة أبرزها: إما الرد المباشر وهو ما قد يصعد الأمور دون أي حسابات، أو ابتلاع الرد من قبل (إسرائيل) والاكتفاء ببعض العمليات على أطراف القرى اللبنانية”.
وفي سياق متصل، أشار العمري إلى أنه على المحور أن يتخذ قراراً حاسماً وينتقل من سياسة ردة الفعل إلى الفعل، وعليه استغلال الظروف والمتغيرات في البيئة الدولية والتي تتمثل أبرزها: بدخول الولايات المتحدة الأمريكية موسم الانتخابات الرئاسية، واستغلال واقع الانقسام الداخلي الإسرائيلي وتعميق أزماته العسكرية والأمنية والاقتصادية، وإجبار الدول الكبرى كروسيا والصين لتقديم كل أشكال الدعم للمحور، في ظل التوتر الذي يسود علاقات هذه الدول مع الولايات المتحدة الأمريكية، ووجود مصلحة جيواستراتيجة لهم بانحسار النفوذ الأمريكي من المنطقة”.
وختم العمري حديثه لـ “داما بوست” بالقول: “الحرب المباشرة لها خسائر كبيرة، ولكن حرب استنزاف تداعياتها أخطر، فالتوقيت والظروف سانحة لاتخاذ قرار جريء وحاسم، وإلا سيكون هناك انعكاسات اقتصادية وأمنية وعسكرية قد تكون خطيرة على مستوى المحور ويجب التنبُّه لها”.